القصّة القصيرة

حب الحديقة والمطر، بقلم: هداية الوريث، “قصة قصيرة”

“حب الحديقة والمطر”
ذاتَ يومٍ كُنتُ أتجول كـعادتِي في الحديقـة المجاورة لمنزلنـا، و كانت السمـاء قد توشّحت بالغُيوم، جلستُ على العُشب، وحين أخدت النظر لأتأمل بديع صنع الله؛ فإذ بِي أرى شابًا وسيمًا كان ينظرُ لي بخِلسـة، نظرتُ إليهُ بإستغراب، فإبتسم لي لم أفسر إبتسامته حينها، وبادلتهُ الإبتسامة من باب اللطف والذوق، و فيما بعد تجاهلت كُل تلك النظرات التي يلقيها عليّ، وشردتُ في تأملي للمكان الذي كـان يلهُم فكري للكتابة؛ حتى بوجود صوت الرعد الذي يقطع إنسجامـي ويوقف تفكيري، أخدتُ بعضي وإتجهت إلى المنزل مسرعةً، وبدأت الأمطار تعانق ثيابـي حتى إن وصلت منزلنا وإذ بالثياب كُلها قد إبتلت، إن سقوط المطر على الجسد حتمًا يضيف شيئاً من الإنتعاش في نفس المرء … ركَضتُ إلى غُرفتي وفتَحتُ النَافدةَ التي كانتْ تَطْل على الحَديقةَ، رفعت رأسي انظرْ إلى السَمَاء، تسودها الغُيوم السوداءَ، وجمال بريق الرَعد الذي كَانَ يَعم السماءُ لبرهات، كانتْ زخاتْ المَطْر تَتَناثرْ عَلى وجَهِي وأنا في كامل انسجامي رأيتُ نفَسُ الشاب يتَأمَلني منْ جَديدْ، بدأ الاستغراب يثيرنِي “يا إلهي ماذا يفْعل هَذا المجَنونْ فـِي هذا الوَقتْ فـي الحَدِيقَة؟ ” قَاطعْ تفْكيرِي صَرَاخ امي “ايمي ماذا تَفْعلينْ تَحتْ المطرْ هلْ جُننتي؟ يا إلهي لاَزَالتْ تَصرفَاتگ مِثْل الاطَفَال سوف تمرضين الآن قومي بتغير مَلابِسكْ حلًا ”

إقرأ أيضا:رجل من زمن الرجال، بقلم: فاطمة عبدالجليل باريش، “قصة قصيرة”

فـِي صَبَاح اليومْ التالي …

كـعَادَتي خْرجتْ إلى الحَدِيقَةَ، ولَكَنْ فَورَ خُروجِي مِنْ بَابَ المَنَزَل سَمِعتْ صَوتٍ يَقَول :
ْ “مَرْحَباً أيْتها الجَمِيلَة هل لي بِـدَقِيقَةَ مِنْ فَضْلِكْ”
كانَ نَفْس الشَابْ اجِبْتْ :
“نَعَمْ تَفَضْل ”
الشابْ :
“لننتَقل إلى مَكانْ اكَثر هدوءاً ”
ذَهبْنا إلى المَطعِم مُقَابِل الحديِقةَ، جَلْسنا ولكَنه لم يَقْل شيء،
قُلتْ له “هل نطلبْ شيء؟”
قال َ “اوه المُعْذِرةَ، جَرسُون اثنان قَهوةَ واحِدَة سَادَة للأنِسَة ”
لَمْ يَسَألني مَاذَا اريد ولكنه عرَفَ بِنْفسْه، “عفوا، انا لم اقل مَاذَا اريْد ولَكْنك عرفت بنفسكْ ” اكتفى بأبتسامه فَقَط،ْ اوه بَدَأ يُقْلقِني الامر، “حسناُ الأمر بدأ الوضع يقلقني واني منشغلة قل لي ماذا تريد لأذِهْب”
قال لي “ارِيْدك انتِ”
،”يا إلهي ماهذا الهراء الذي تقوله !
فرصة سعيدة إلى اللقاء”
لم يقل شيء وذهبتْ.

بَعْد مرور أسبوع …

ذهبتْ إلى مقابلةَ لأنْشَاء كِتاب
“تفضلي أنستي، المدير ينتظرك في الداخل” دخلت
” اوه انتَ ؟ المعذرة هل انتَ المدير ”
أردف ” تفضلي اجلسي، نَعم، انا هو مَنْ سيساعدكْ فِـي الكِتَابَةَ وانْشاء الكَتاب ” .

بعَدَ مرور شَهَر …

جَالِسةَ فـي الحَدِيقة مع جكس – اوه لَم اعرفكم عليه – انه جكس الشاب الوَسِيمْ الذي حَدَثتكمْ عَنْهُ، إننا جالسينْ ننشأ كِتَابَنا المُشتركْ الذي يحمل عنوان “الحَدِيقَة، المطرْ، والحُبْ” ولَكْن لَمْ أكُن مُتَلَهِفَة لِلكتابْ مِثْل ما كنت مُتَلهِفَةً لأخر ورقةً له، التي سوف تحمل نص كتبه جكس مفاجئةً لي .

إقرأ أيضا:زيارةٌ على غير عادة بقلم:”نوال عبدالله العظامات “

بَعَدَ عِدَة ايَامْ …

انا وجَكس كـالعَادَة جَالِسينْ فـِي الحَدِيقَة، منسجمين إلى أن رَنْ الهاتَف، معلنًا على الخبر اللطيف، تَمت طِباعَةُ الكتاب ويتوجب عَلَينا الذهاب لأستلام نسخة منه للمعاينة، ذهبنا على الفور.

أول ما وقعْ الكتَابْ بين يدي، قلبت صفحاته وصولًا إلى اخر صفحة …

“ايمي عَزِيزَتي الجميلة، انا أحبك .
ِ هل تقبلينْ الزواج بي ؟

& جكس ”

اخدت قلمي وكتبت ” بكل سرور ” .

و هنـا كانت نهايةْ الكِتَابْ تحمل بدايتنا نحنُ
” ايمي & جكس ”
انه حُبْ الحَدِيقَةَ والمطر بنكهة الكتابةَ.

_قـلـمـي هـدايـة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خواطر حزينة20121
التالي
خواطر2021 عن الذكريات

اترك تعليقاً