خاطرة

خواطر2021 عن الذكريات

ذِكرى عالِقة

في التاسع والعشرين من شهر أيلول كانت الساعة حينها ما يقارب الحادية عشر صباحاً كنت جالسةً في ذاك المكان لوحدي مشغولةً بالتفكير بك أراقب آخر توقيت من مراسلتك لي كنت يائساً من الجلوس هكذا أنظر حولي ليس هناك ما يسر النظر سئمت مَضيّ الوقت دونك ..

دق هاتفي ومعه دق قلبي إنها رسالة منك كنت تخبرني بها أنك سَوفَ تخرج من المكان الذي أتواجد بِه، كان المكان هادىء جدًّا فجأة اكتظ بالناس كان يخرج حشدٌ كبيرٌ منهم لم أستطع العثور عليك حتّى أنك شاهدت رسالتي ولَم تجب عنها .. هل أخبرك سِراً عزيزي ؟ كنت دائماً أشعر بالخوف من فقدانك تأتيني أحاسيس بأنني سَوفَ أفقدك دون إدراك مني لهذا كنت أستشعر غيابك ولو قليلاً بخوف ورَهبة، لا عليك سأكمل ..

وقفت أنظر، أفتش، و أبحث في وجوه العابرين عنك تقع عيني على ما يرتدون هل هناك شخصاً يرتدي اللون الخمّري ؟ فأنت كُنتَ تُحبّه جدًّا وكنت أنا أُحبّ هذا اللون عليّكَ، كلما وجدّتُ شخصاً قلبي لا يلتفتُ له حتّى قبل أن أرى وجه كنت متأكدةً من أنّهُ لست أنت إنّهُ حَدسي ، قلبي كان يخفق بسرعة عالية لم يسبق لي وشعرت بهذا الشيء من قبل ، كنت قلقةً كأنّني أمسك لهفتي بيدي كُلّي إندفاع عليكَ تتنقل عيناي من شخص لآخر كدت أن أنسى نفسي وأنسى الوجود نظرت لهاتفي قرأت رسالتك التي راسلتني بها منذ دقائق تخبرني بأن أنظر أمامي لم أدقق عليها كثيراً بالقدر الذي لو نظرت هل سأراك وإن رأيتك ماذا أفعل؟

إقرأ أيضا:نبض الحياة بقلم: غدير سعد علي

رفعت رأسي وتجمعت حشودٌ من الناس حاجزاً أمامي بدأت أتمايل برأسي وأرفع قدماي، على سهوٍ على مهلٍ وجدتك عيناي نظرت إليك بذهول شعوري حينها أشبه باستراحة بعد ألف عامٍ من التعب والقلق والأرق .. تلاقت عيناي بعيناك من حينها وانا أسيرةُ تلك العينين العسليّتين هِمتُ بهما أضعت نفسي حينها، لا أعرف ماذا جرى لي، فقط تمنيت لو أن الكون يتوقف في هذه الدقيقه وعلى هذا الحال ونبقى عمراً كاملاً، أبقى أتأملك هكذا بحبّ دون أن تتحرك الأشياءُ من حولي ..

ماذا عن ابتسامتك أيضاً هي محور هذه الحكاية كاملة حين تبسمت لي كانت أقل من ثوانٍ معدودة وهل قليلك يُقال عنّهُ قليل يا كثيري؟ حينها أشرقت شمسي وكل صباحاتي وطلَّ النّور على قلبي وغابت أحزاني وهلّت أفراحي وتفتحت أزهاري وكُلّ أشيائي، أخذتني لها شعرت بأنها عانقتني وقعت في حُبّها، لا أستطيع أن أصِّف لك عمق الشعور الذي كان ينبع من داخلي ويخرج من عينيّ بريق الهيام والغرام، ما زلت واقفةً في ذاك اليوم وذاك المكان والزمان، وعلى حافة تلك الإبتسامة التي خُلدَّت في ذاكرتي كانت مُهجتي، أضائت كل ظُلماتي أدهت بالآمي وأخذت آهاتي، بضع ثوانٍ عادلت كل أيام حياتي التي عشتها والتي أعيشها والتي سَوفَ أعيشُها لبقية عُمري .

ما زالت لهفتي في ذاك اليوم حاضرة لهذا اليوم وكأن عصافير تزقزق فرحاً في قلبي وفراشات زَاهيّة تُرفرف في ثنايا روحي ذاك اليوم لم يكن عاديًّا كان رائعاً حد الدَهشة جميلاً يفوق كُلَّ الجمال، نُقشت ابتسامتك على جدران قلبي لن تغيب لو غاب عني كل شيء حتّى لو غبت أنت أيضاً ، ذكراها يؤنسني أودعتها قلبي حين رأيتها، لا أستطع أن أُتقن وصف ذاك اليوم فآخر أيام أيلول كانت تحمل معها كُلّ التفاصيل التي تجمعني بِك لهذا أنتَ شيء من أيلول وأيلول شيء مِنّك كُلّ النهايات حَزينة إلا نهاية أيلول كانت سَعيَّدة لأنها انتهت بِك تلك الذكرى تُرافقني في كُلّ السنوات أعيش على ثراها رغم غيابك المرير ابتسامتك لا تغيب  ..

إقرأ أيضا:نا الصبابة بقلم رهف بدوان

بقلم:رهف انور خطاطبة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حب الحديقة والمطر، بقلم: هداية الوريث، “قصة قصيرة”
التالي
ذكريات

اترك تعليقاً