القصّة القصيرة

عادات طفلة بقلم: دانية ماهر راعي

_تتعمّد التخفّي، زاخرة بالتشتّت، تتوهُ ثمّ تعودُ إلى غرفتِها الصّغيرة!
تختبئُ خلفَ أمها عندما يريبها شيء ما،
طِفلة!
لا تعرف كيف ستخرج من المآزِق إن واجهت أمر جلل.
لكنها استطاعت أن تقتضبَ طريقًا مُطوّلًا من العناء باللّامبالاة
كيف أصبحت الأمورَ في نظرِها مُتشابهة؟
سخيفة!
لا قيمة لها!
ماذا تخلّل إلى أعماقها حتّى أمست كئيبة؟
لا تبالي!
غائبة عن الحُضور طوال الوقت، طوال الوقت!
طِفلة..
وستظلّ كذلك دائمًا، مادام قلبُها صغيرًا لا يقوَ على الرفض والانكِسار.
تدخلُ قوقعتها لترعوي عن تقصيرِها تُجاه ذاتها، عن ذبولها الدائم، ولا سيَّما عن جموحِ أحلامها الباذِخة.
طِفلة، وحزينة!
كيف ستتملّص من ذلك الكيان الّذي يستوطِنُ في أحشائها وداخلَ الأعماق؟
ما الّذي دفعه ليتلبّس بها على وجهِ الخصوص؟!
لم ترتقِ أفكارها عن الإخفاقِ رغمَ الشكيمة الّتي تتمتّع بها، تتوقّع الكبوات قبل الوصول بسلامٍ، لكيلا تصفعها الصدمات فتصاب بالإحباط!
أيّةُ طِفلة هذه!
أنّى لها كل هذهِ الحنكةُ بضروبِ الأحزان؟!
تطرحُ وثائقَ المنال على منصّةِ الاحتمال وتتنهّد قائلةً؛
_ رُبّما أصل عمّا قريب!?
دانيةراعي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نبكي على المضاجع بقلم: نور محمد الصالح
التالي
لاشيئَ أنا بقلم:عمر محمد زعبيه

اترك تعليقاً