خاطرة

عزيزي، بقلم: غفران ناظم العبادي

عزيزي

 

لا أعلم ما سبب قولي ” عزيزي ” لكنني تذكرتك ليلة الامس ، بقلب يتكلله الصبأ ، بقلب يُثكله النوى

 

تذكرتك بذكرى لا تُنسى ، بلهفة بهية لا تُخفى ، حاولت جاهدةً تشتيت الذكرى صدقني ، لكنني لا أقوى

 

فذكراك أقوى من نسياني ،

 

جلست على تلك الاريكة التي تحب، و أدرت قرص الموسيقى علني اسهى ، لكن القدر لعبة لعبته مرة أخرى

 

فقد بدأ صوتك يظهر بين ألحان الكمنجى ، ليُداعب قٍعر الجوى ، مُسقطاً مَعين الجفن دمعي ، لتعيد بدي الدنيا دولاب الذكرى ، يُسهبُ خيالي بتلك الليلة الظلمة ، لا أرى رغم النور ، لا استطيع البوح رغم طلاقة الحروف ، شفاهي لا تنبت سوى باسمك و أين امسيت ؟

 

أوقفت الموسيقى عل الذكرى تغط في سباتها الباهت …

 

وضعت رأسي على طرف الاريكة و أسدلت الرمش ليحتضن الرمش علني أغفى ، غاب البصر لكن البصيرة ما زالت تصرخ في صُلب قلبي ” عزيزي ” أين أنت ؟ البصيرة لا تَنسى ، لا تَهدأ ، لا تُرمى …

إقرأ أيضا:نص بعنوان: هَلْوَسَاتُ كَاتِبَةٍ، بقلم المبدعة نور السريحين

 

لقد بت أسيرة ذاك النوى ، و قلبك بات صَلب يهوى الجفى أناديك ألا تسمع ، أحادثك كل ليلة في قرارة جوفي ألا تسمع ؟

 

كيف لك أن تقوى الغياب هكذا ، و ألا تهوى ؟ صوتك يرن في قوقعتي مرارا ، أحاول اسكاته لكن بلا جدوى …

 

تناديني هنا و أخرى هناك ، جلسنا في هذا الطرف ، تحادثنا طويلا بلا ملل ألا تذكر ؟

على هذه الأريكة كان أول حضنٍ و أول قبلة ، كان شتاءٌ ماطر ، ألا تذكر ؟

عزيزي ..

 

قلبي بكل ما أوتى من جوى يناديك ، و روحي تبحث عن برزخ روحك ألا تأتي ؟ بحق الشوق و لوعة النبض إني أشتاقك

 

و في نفسي لوعة لا تُروى و حب لا ينطفىء ألا تأتي ؟

 

عزيزي ..

 

أكتب لك عل الحروف تصمت شوقي

تقصر المسافات بيننا

تقطع حبال النوى ، و لتروي ظمأ الصبأ

عزيزي …

أكتبك بين قلبي و قلبي

أكتبك بكل ما أوتيت من حب

إقرأ أيضا:“عن الحبّ وسما” بقلم لينار علي أسعد (خاطِرة)

عل حروفي و علني …

أرمى في أحضانك مطفئا

ظمئة الشوق و الجفى …

علني ألقاءك و لو صدفة

بين الحروف عزيزي …

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
إنطوائية، بقلم: ساجده علي الزغول
التالي
خربشات، بقلم: الاء رضوان عيسى الصمادي .

اترك تعليقاً