في احدى ليالي نوفمبر تحديدًا في ذكرى الليلة الأولىِ لِإِفتِراقِنا، تَلَبَدَتْ سَمائِي بِغُيُومٍ سوداءٍ، وَتَحَشْرَجَتْ دُمُوعِيِ فِي عَيْنَايَّ، وَأبَتْ أَنْ تَسْقُطَ عَلَى وَجْنَتَايَّ، هَرولتُ مُسْرِعةً إِلى مَخْدَعِي، مُحْتَضنة وسادتي بِكُلِّ مَا فِي دَاخِلِي مِنْ شُعُورٍ مُثَّقَلٍ، دَقَاتِ قَلْبِي كَادَتْ أَنْ تَقِفُ مِنْ شِدَةِ الْأَلَمِ، دَمُوعٌ لَوْنَهَا كَالْكُحْلِ، تَشَوَهت مَلامِحي مِنْ شِدَةِ الْقَهْرِ، شَرِيْطُ الْذِكْرَيَاتِ يَسْرَحُ وِسْطَ عَيْنَايَّ، الذِكْرَيَاتُ اَلَّتِي كَانَتْ تزهو جَمالًا فِي المَاضِ ما كانت الا وهمًا سقط على قلبي سهوًا، كُنْتُ حيِنَها مغشيةَ العينين لا ارى مَا أخْبَرُونِي بِهِ، كَادَ الوَهْمَ يَسْرِقَنِي إلى طَرِيقٍ لَا مَهْرَبَ مِنْهُ،ظَننتُ أَنِّ أَحببتُ رَجلاً وَنسيتُ أَنَّ بَعضَ الظَنِ إِثم، وَلكن في الحَقيقه لَم يَكن لَديَّ إِثمٌ سِوى مَعرفتي بِك،شَعرتُ بَعْدَ مُرورِ شَهْرَين تمامًا على انتزاعك من جوفي ادركت معنى الحُرية،ِ رأيتها في عيناي ومَعالِمَ وَجهي المُنير، ثم تَسللت ضِحكةٌ عَفويةٌ جَميلة بَينَ شَفاهي الوَرديةُ، فَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ دَيْجُورَ حَياتِي القاتم، كُنْتُ أظُنُّ أنِّ مِنْ بَعْدِكَ سَأُفْنَى وَيَعْتَلِينِي المَرَضُ حَدَّ المَوْتِ، وَلَكِن لاَ لَيْسَ لِأشْبَاهِكَ أنْتَ سَأُقْتَلْ، لَقد أُنيرت دُنياي بِفُراقكَ وأينعت زُهورُ شَبابي الَتي لَطالَما كَبتُها بِقربك،أَظنُ أني بَالَغتُ فَلَم تَسقُطِ السَماء حِينَ إِفترقنا وَلم يَتَحَطم الكَونُ لِغِيابِكْ فَوَدَاعَاً لَكَ وَلِأَشْبَاهِكْ.
Comments
0 comments