خاطرة

نص نثري بعنوان :أسميتها هاويتي بقلم :نيرمين غنام

اقف على رأس هاويتي وافكرُ أن اسقطُ حتى اراكِ
اسقط إلى قاع الهاوية فأصبح بين يداكِ
اسقط إلى قاع الهاوية ينتهي حريق فؤادي
اسقط إلى قاع الهاوية فيتوقف قلبي واصبح مثلكِ و امامكِ وبين اعينكِ
اعلم انكِ من دون قلبي متشتتة وتائهة وخائفة وحزينة فما ادراكِ بما يجري في قلبي تبعثر احلامي و سقط اوراقُ المستقبل سقطت منذ سقوطك وذهابكِ وانا مبعثر في ساحة الهاوية تائه امام جثتكِ اتمسك بها كالطفل المتمسك بأمهِ
اخاف ذهابك إلى القبور وفكرت بخوفك من الوحدة نعم إلى هذا الحد
َومنذ ذهبتي اقف على هاويتي التي سرقتكِ من بين اضلعي اقف صامتً حائراً ودموع كللت جسدي و عيناي شوقا لرؤيتكِ
وقلت في نفسي عزائكِ غزائي لا اترككِ ابدا
ذهبت إلى هاويتي ووقفت على اطرف الهاوية قلتُ ربما هناك طريق اخر و ربما طريق اخر هناك لكنني لا اجد الطريق ولا اجد هناك وانتِ مبتعدة عني
هل لكِ من سؤالي يوماً كل هذا من أجل من؟
هل لكِ من سؤالي يوماً كيف تعود لي كيف ابقى بجانبك؟
هل لكِ ان تستجمعي تبعثراتي و انكساري
لله كل ما عانيت به من فراقكِ
لله كل ما تعبت به من أجل محاولة الوصول الكِ
كنتِ وما زلتِ شمعتي المضيئة
منذ ذهابكِ وقلبي مسجون لأجلكِ ومقفل بنار الحب
اتوسل اليكِ
امسكِ بيدي واذهبي اتمنى لو انني من متُ قبل ان ارى قبركِ
الموت حياة بنسبة لي
انما الموت بجانبكِ وبين يداكِ وبين احضانكِ حياة
كل هذا الحديث اتحدثه مع نفسي كل يوم لكنني اتذكر انكِ في دار الحق ولا يمكن الوصول اليكِ إلى بسقوط من هاويتي التي وقفتُ على اطرافها اعواماً
تخافين يا عزيزتي من سواد القبور اعلم
تخافين يا عزيزتي من الوحدة حقاً اعلم
تخافين يا عزيزتي منذ افتراقكِ عن قلبي اعلم
لكننكِ لا تعلمي كم اخاف من كل ما حولي من دون وجودكِ
اريد ان اضعكِ بين احضاني
و اقبلك جبينكِ واشعركِ بالأمان انني بجانبكِ
حدثتهم و عاهدوني بنساينكِ يوماً
لا احد يشعر بي يا حبيبتي سواكِ اتوسل اليكِ عودي إلى احضاني
كل ما اوضع رأسي على وسادتي اغترق بها بدموعي فأقفل عيني فأراكِ فأفتح عيني فأراكِ
اقترب منكِ خطوة بخطوة فأمسكُ يداكِ فتذهبي
واجلس كالعجوز ليس بيدي حيلةٍ إلى الصبر
اشتاق لكِ
اتمزق لأجلكِ
اتمنى لو انني متت قبل موتكِ
اتخيل صورتكِ في أحلامي
سامحيني لم اعد احتمل اتخدتُ قراري
سأسقطُ من الهاوية
لا حياة لي في فراقكِ فالموت بجانبكِ حياة
انتظريني سوف احتضنكِ
واراكِ حقا سوف اراكِ
ها انا اتجهز لرؤيتكِ
……..
قرأتُ يوماً
ذهبتُ الى شرفتي ونظرتُ من خلال نافذتي مصاحبةٌ فنجانُ القهوةِ المغلغلِ بالرغوةِ ونظرتُ الى القمرُ وداعبتهُ فلم يستجيبُ لي قلتُ له انتَ من ينظرُ إليكَ العشاقُ في حالة الاسترخاء
لم يقل لي شيءٌ فتأكدتُ من غروره
لم ينظر الى شعاع الشوقُ في عيناي
لم ينظر الى شعاع الحبُ في عيناي
لم ينظر الى وحدتي التي كادت و مزقتني
بقيتُ انتظر ردهُ حتى طلوعُ الشمس والضوءُ وتأكدتُ انه لا يوجد رد منه يأستُ جدا
حتى اننيي بكيتُ لم ابكي لعدم استجابتهُ لكن بكيتُ لوحدتي
لكنني في نفسُ الوقتُ وقفتُ صامده وقلتُ لنفسي ان يوجد هناك فرص اخرى ادعبُ القمرُ مرة أخرى ربما يتقبلني ويحتضنني
كنتُ دوماً في حُجرتي ادعبُ واتحدثُ جدرانها اداعبُ اثاثها واتحدثُ مع وسادتي لكنني اصبحتُ وحيدة فكل ما بداخل حُجرتي قد مل من احاديثي حتى القمرُ مل من احاديثي يوماً واحد
لكن هناكَ شيء مستفاد في حديثي مع القمرُ
انني رأيتُكِ وقد هلكتُ عيني كدتُ امسك جفني بيدي حتى لا يقفلُ وانقفلُ على رأيتُكِ
كنت مثل الطير المتعلقُ بأجنحتهُ فأنتِ اجنحتي لا ارى الحرية و الانطلاق الى بكِ ومعكِ
لربما ان البدايات اجملُ من النهايات لكن نحن من نضعُ بداياتنا ونهاياتنا
تعالي احضنيني
تعالي قبليني
تعالي وتعالي استلقي على وسادتي وقبليني
لو امتلك قلبان الاول يبقى وانا على قيد الحياة يبقى معكِ و بجانبك والثاني حين يكللني الكفن عندما اصبح بلا قلب وبلا روح يبقى بجانبكِ الانني لا اريد ان ارى حتى في مماتي دمعة نابعة من جمال عيناكِ
لو خيروني ان اضع كل ما حولي فوق يداكِ لا اقل لا
عندما اذهب الى حُجرتي في المساء تقول بحزنها لم يذهبُ لينَم ذهب كي يستر عورة البكاء في عينيه
ابقي بجانبي فلا ابتغي من الله شيءٌ مثلما ابتغيتُ وجودكِ
كنت اصلي في احد الايام فلما انتهيتُ من صلاتي رأيتُ سجادتي مبتله فقلتُ بيني وبين نفسي
مبتلة!!!
انما هي تسمعُ حتى في نفسي فقالت لي
كنتُ تركع الى الله تتوسلُ اليه بالدعاءُ كنت اراكَ حتى سقطت منكَ الدموع مذرفةٌ شيءً فشيءٌ
دموعكَ الساهية
نعم لأجلكِ ولأجل حبي لكِ
وهنا انتهيتُ من دموعي واصبحتُ بيومٍ جديد مع ذاكرتي القديمة لانني لا يمكن نسيانها……

إقرأ أيضا:تنمية الطفل في الشهر الخامس

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص بعنوان دائي العصيب للكاتبة ضحى الجهران
التالي
نص نثري بعنوان أسميتها هاويتي بقلم نيرمين غنام

اترك تعليقاً