خاطرة

“طمأنينة قلبي” بقلم حنين نجيب أبو سرحان(خاطِرة)

” طمأنينة قلبي ”

كنتُ تائهة في عمق الحياة كادت أمواج البحر وعواصفها أن ترمي بي في القاع ، حاولتُ النّجاة وحدي دون جدوى حتّى أمسكتَ بي وانتشلتني من ظلم ذلك الموج ، حينها خبّئتني داخلك في جزيرتك فكانت الملجأ الوحيد لي بين كلّ تلك الأمواج الكادحة وشراسة باطنها أخذتني إليك ، إلى جزيرة قلبك الّتي لا أحد بها سواي خبّئتني عن أمواج الحياة وعثراتها، كنت الأمان الوحيد بين كلّ ذلك الخوف اسكنتني في جوفك فكنت السّكينة والسّكون بين زعزعت أقدارِ الدنيا ، أخمدتَ ناري ونيراني بعذب فؤادك الّذي ينساب على آهاتي ويداوي أوجاعي ، غرقي بكَ كان سبيل نجاتي كان مأمني وأماني أخذتني من غرقٍ يقتلني إلى غرقٍ يشفيني فـ استوطنت قلبي وحواشيه فأصبحت وطني الّذي يعيش بي وأعيش به ، لم يستطع أحدٌ أن يلمس قلبي بتلك الرقّة، لم يصل أحد يوماً إلى خفاياي لكنّك فعلت برقاقتك أعدتني من حياةٍ لا عيش فيها إلى حياةٍ أخرى تغنّيها فيروز على نافذة أحلامي .
يا بسمة فؤادي أحببتك بسحر عيناك وأسرتني بابتسامة شفتاك ، فتحت لي نوافذ عتمتي بِحُبّك المكنون في مُهجة فؤادك اسكنك اللّه في داخلي لتكون الطّمأنينة الّتي تُسكن هيجاني فـ كسرت قيودي وأطلقتَ عناني ، أليفُ يقظتي ورفيق أحلامي.
ممتنّة لهفواتي الّتي حملتني وألقتني في حُنو روحك، ممتنّة لتلك الأيام الّتي جمعتني بكَ وأتوق شغفاً إلى عناقيد أيامي معك وأنت تُطفئُ وهج الحياة بخضيل كلماتكَ المنهمرة ، أكتب لك فيض مشاعري تلك لأنّك تعلم أنّني اتبعثر خجلاً كلّما رأيتك وتتوارى كلماتي من رعشة فؤادي ، حبّك اليوم هو ميلاد فجرٍ جديد لي .

إقرأ أيضا:واهن بقلم نهلة الجريبي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
دفتر ذكريات، بقلم: رؤى العبيدات”نص نثري”
التالي
“زقاق المدينة الظّلماء” بقلم رغد ماجد أبو زيد(خاطِرة)

اترك تعليقاً