ثقافة

طفل الحرب بقلم:”إسلام مرزوق العليمات”

طفل الحرب

إنه ذلك الطفل الذي تنزع منه هويته منذ ولادته، ذلك الذي يكبر في وطنٍ ليس وطنه، يكبر ويكون مجرد إنسان يتأمل حال نفسه بصمت، ينظر بالمرآة إلى ملامحه الثورية السمراء، طفل أصبح كلوحة بلا إطار أي أنه بات شريدا، يتمعن هؤلاء البشرية كيف لا يعرفون أصله من عينيه مثل باقي الأطفال من حوله، ذلك الطفل الذي سيبقى يحلم ويطمح كل يوم إلى أن يصبح جندياً عسكريا، وبالنهاية عندما يكبر سيعرف أن ما كان يطمح له لن يتحقق؛ الاإلاال بتلك الجنسية والرقم الوطني اللذان يجعلوه منتميا إلى الوطن الذي يقطن به، طفل سيكبر وهو ما زال يتخيل نفسه الوحدة، طفل الحرب هو من يخلد تاريخ بلاده بطريقة تميزه عن باقي الأطفال، طفل يكبر ويرى أحلامه التي كأكأها منذ كان طفلا تتزحزح مرة للأسفل ومرةً للأعلى ومرةً يراها تذهب نحو وطنه ومرة ومرةً يراها تذهب نحو بغداد، طفل كان دوماً يخبر أقرانه ويقول لهم: هيا نتخيل نفسنا بلاد بلاد، فأكون أنا القدس وأنت يا صديقي بغداد أميل برأسي قليلا على كتفك فتزهر الشام ويستقيم العالم، سيكبر طفل الحرب وهو ما زال يرى الحرب مقدسة بنظر وكل هذا لأنه مات فيها طفلا طفل الحرب هو ذاك الذي يمتلك مشاعر كأنها شبكة عنكبوتية لا تعرف أين البداية ولا حتى النهاية فيها، سيكبر طفل الحرب وهو يتساءل عن اطفال وطنه بأي ذنب قتلوا، سيكبر ويكبر ضياع احلامه الجميلة وسيفهم ان طفولته يتبعها اسم الحرب، لذلك كل من رآه قال: انه طفل الحرب فسلاما على قلبه المقدس.

إقرأ أيضا:ورقة بقلم إسراء عمر

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
فوائد حليب الحمير للأطفال
التالي
معلومات عن الحوت الأزرق للاذاعة المدرسية

اترك تعليقاً