خاطرة

“ليلة هادئة” بقلم يُسرى عبد الخالق القيفي (خاطِرة)

ليلة هادئة

‏في ليلةٍ هادئةٍ مختبئٌ داخلَ جلبابِ، اللّيلُ ينتظرُ أيَّ إشارةٍ، مُستلقياً على السّريرِ يأخذُ مع أنفاسهِ مشاعرَ تلويحهِ النّجوم الأخيرة، يعرف أنَّهُ لو غيَّرَ وضعِيَّتهُ واتّكأ لن تعودَ النّجمةُ مرّةً أُخرى ولن تَتراجعَ الرّياحُ عن رِحلَتِها، وكأنَّ في الأُفُقِ البعيدةِ تختبئُ كُلُّ القصصِ والذكرياتِ. يتساءل؟ هل ياتُرى قصّتي هناكَ تجرجر ما تبقّى منّي، وتدسُّ النّجمةُ غي المجرّةِ قصّتي المكيدة والوحيدة! هل هناكَ يستريحُ بالُ الذّاكرةِ من كُلِّ شيء؟ من قصّةِ امرأةٍ ماكرةٍ، من خِرقةٍ تَكسِرُ البُلّورَ على الرُّخامِ، من ضائعٍ في آخرَ القافلة؟ ومن آثارٍ تدلّي الجروحَ من النّافذة، هل هذه ليلةٌ هادئة؟! لكنّها الآنَ امتزجت بكُلِّ ماهو فوضويٌّ، من المشاعر ومن تقلّباتِ مزاجِ الذّاكرة الّتي تسترجعُ القديمَ وتنتقي تفاصيلَ الحنينِ، وتُعيدُ لي كُلَّ ما هو منسيٌّ ، مُستَلقٍ وهو يُدركُ أنَّها ليست هادئة. بل الهادئُ هو اللّيل حينَ يبسطُ سكينتهُ أطرافَ السّماءِ، هادئٌ إلى درجةِ أنَّهُ إذا ما تحركَ شيءٌ من الشّعورِ بداخلي وأخرجتهُ إلى قُدسيّةِ اللّيل يعودُ هادئاً لايتجرّأ أنْ يعودَ لإزعاجي، أصبغُ صدرَ السّماءِ بذكرياتي وشماً أو رسماً، وأرسمُ حُلُماً عن الرّيحِ الّتي حرّكت السّنابلَ بكلِّ ارتياح، وأبقى أرسمهُ حتّى الصّباح. هكذا كانت ليلة هادئة.

إقرأ أيضا:عهد بقلم آية صالح

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“صدفة قدر وربّما حب” بقلم أسمهان عماد الحموري (خاطِرة)
التالي
“ضربة الموت” بقلم آية مهنّد غيث (خاطِرة)

اترك تعليقاً