مقالات ونصوص متنوعة

حكاية ميت، بقلم : وعد كامل إبراهيم ” قصة قصيرة “

بدأت ملامح حُلمنا تنضُج، أشعرُ أنهُ يُقبلني بالليلة آلافِ المرات.
مِن خَلفكِ جئتُ ساكناً
في المطبخ تصنعين مشروبكِ المفضل، وضعتُ يدي أسفل بطنك أتحسسُ نبضات طفلنا المنتظر
– لماذا أنت خائف؟!
_ لستُ خائف يا حبيبتي، لكنه طفلنا الأول، بعد اِنتظار سبع سنوات الأمر مُربك بعض الشيء لرجلٍ أخبروه إنه عقيم
-لا تقلق سيكون كل شيء على ما يرام، سينتهي هذا كلّه وابتسمت ابتسامة شعرت أنها نكراء.

لم تخبريني حينها إن الأمر سينتهي للأبد.
الساعة الرابعة عصراً، مع أول صرخة كانت من جوفك،
شعرت بها في قلبي تقرع أبواب خوفي.
إنه موعد قدوم طفلنا المنتظر ، موعد ولادتكِ، ركضتُ بك مهرولاً نحو سيارتي ووصلنا المشفى بسرعةٍ كبيرة لم أرى أحد سواكِ، لم أسمع أصواتاً سوى صوت ألمِ مخاضكِ.
وأنا غارقٌ في أفكاري المُشتتة، وما بين نقاشات وأحاديث وأراء كثيرة، أصواتٍ حادة تنخر في رأسي. ماذا اقترفت يداي ؟ أجل قد فعلت الصواب
فتحتُ عيناي على صوتٍ اخترق جميع تلك الضجة
كانت ضربة القاضي الحاكمة وهو يقول: اِلتزموا الهدوء .
صمتٌ عمَّ المكان، صوت القاضي وحده من يملئ القاعة، ويملئ صدري بالخوف والألم.
_ حسب المادة رقم ٣٣٢
إن قتل الزوج لزوجته يحكم بمدة لا تقل عن عشر سنوات، لكنّ الجريمة هذه من نوعٍ آخر فقتل زوجة وطفلٌ ما زال في رحمها يعتبر جريمة تنتهي بالإعدام،
وبعد الإطلاع على المواد والآراء
قررنا ما يلي :
يُحكم على المجرم ( ف.ح ) بالإعدام وسيتم تنفيذ الحكم غداً في الرابعة عصراً انتهت الجلسة .
والتفتَ نحوي وعَلت على شفتيه ابتسامة نصر
يا لهُ من قاضي لعين .

إقرأ أيضا:

على يميني كانت زوجتي من يمسكُ يدي اليمنى وعلى يساري *طفلي* اقصد طفل زوجتي من القاضي اللعين الذي أمر بموتي المُطلق.
وانتهى حلمي المنتظر بكابوس مُرعب، و أنا ارتدي البدلة الحمراء وحبل المشنقة يتأرجح مُرحِباً باِلتهامِ عُنقي كوجبة غداءه الموعودة .
#حكاية_ميت

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أنواع الأسماك البحرية
التالي
رائحة بارود، بقلم :الكاتب: محمد أبو الهيجاء’ قصة قصيرة

اترك تعليقاً