مقالات ونصوص متنوعة

عبدالكريم مطلب الزيدان
سوريا/القامشلي

  • نص أدبي

    بعنوان : للرصاصِ ماركات

    نبذرُ الوَجعَ داخِّلنا، لنحَصُدَ الكلمات، نَحنُ مازوشيون لَسنا فَقطُ كُتاباً.
    نَمتطي الحياةَ وَحشاً ضارياً، نروضهُ بأفعىً عمياءَ هائجة، إن أطاحَ بنا تَهشمتَ أضلاعُنا وبتنا جياعاً، تطحنُ أحشاؤنا بَعضَها كما تَطحنُ الرَحى الدقيقَ، وإنّ نحنُ بَقينا نُقاومُ نَعتونا بالمجانينِ، ما عَلِموا أننا كَحشفِ التَمر يَبسِنا في عُمر العشرينِ قبل النُضجِ.
    قواريرٌ نحنُ من الكلامِ نُكسَر، لَكِن لِمُتنِ الوجهِ والجِلدِ نُقاوم.
    نجابهُ الحياةَ وكأننا من صُلبِ الصَوانِ نَضجنا، نَلتحفُ الابتساماتِ من بردِ الجَشعِ ونغتسلُ بالكبرياء عن دَرنِ الدموع.
    نصومُ دونما رمضان، نَقتاتُ جَزيلَ الكَرمِ منهم جَشعاً فيأبى الحلقُ استساغتهُ، فُنلِحقه بفرطِ كَذبِهم كَمن يُرطبُ الخُبزَ اليابسِ بالماءِ وَهلَ للظمآنِ غيرُ الماءِ بَديلاَ.
    لا أخفي عَليكمُ سراً، حاولتُ أن أثور، زَمجرتُ، هللتُ، ضَربتُ الصَدرَ مِثلَ طرزانٍ، لَكنْ وجدتُ صوتي مواءً، للأسف كُنتُ قِطاً.
    تَضَحكون؟ وكأنكُم أبناءُ الزيرِ، وعنترةُ خالكُم.
    بِصدقٍ أجبني ما كانَت ردةَ فِعلَكَ حينها؟
    أصدِقني القولَ.
    ذاكَ الذي أسقاكَ الحَنظلَ بيمينهِ، وذاكَ الذي راقصَ أوجاعَكَ على أنغامِ صُراخِكَ ماذا فَعلتَ؟
    أكُنتَ مُعتصماً وسيرتَ جيشاً من غَضبِك؟ أخانكَ الجَيشُ إن وجِد.
    كُل مِنكُم على ليلاه غَنى، حاصرتَكُم الذِكريات؟ تأججت العِزةُ بنفوسِكُم؟
    لا عَليكمُ سَتفعلون مثلما أفعلُ الآن.
    ماذا أفعلُ؟
    إنّني أحفرُ القَبرَ بِضلعي، أخطُ شاهدةَ القَبرِ بأظافري، أرطبُ الثَرى بمزيجِ دَمي، عَرقي ودَمعي.
    لا داعِ أن تُخبروني بأنني قوي، أنا أعلم.
    لَكَن لستُ قوياً لِتحمّلِ كوارث النتائج.
    فَرطُ القوةِ ورب مُحمد ضُعف، كُثرُ الشَجاعةِ مَصيرهُ رَصاصة، وأنتَ تَعلم أي الرصاصِ تَخشى.

    • Like

    • Reply
    • 1d
    • Edited

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
التالي
طريقة عمل فطائر السبانخ بالجبن

اترك تعليقاً