خاطرة

لا تكن قنديلا, بقلم : فاطمة باريش ” خاطرة “

في البداية تتظاهر بالشيء، ثم تجد نفسك لا إرادياً محاطاً به تود الهروب لكنك عاجز. تستيقظ صباحاً لتجد أن خيطاً رفيعاً من الحزن متسللاً إلى قلبك، فتحملق في جهازك الخلوي، باحثاً عن كل ما يبعث الحزن في نفسك، يعمّ الصمت على ظاهرك، وتبدأ صرخات ما تضج في جوفك، بأن اِعبس، اياك والفرح. رغم عدم امتلاكك سبباً واحداً مقنعاً يجعلك حزيناً بهذا الشكل، ويبدأ الأمر بالتفاقم كلمة واحدة، تشعرها صفعة، تحتاج منك الرد بعنف على الشخص الآخر، وربما صفعهِ وخصامهِ حتى، تمضي الأيام والأسابيع ربما، لتصبح كئيباً فظاً، تحتاج حبوباً مهدئة وزيارات لطبيب نفسيّ، فتُدخل نفسك دوامة المرض دون أن تشعر. والأمر لا يقتضي على الحزن فقط، إنما على السعادة، الحب، والفرح حتى.. كم مرة استيقظت صباحاً ووجدت فيك شعوراً من فرح، لتجدك لا إرادياً ترقص، وتغني، وتقهقه، وتتصرف كالمراهقين السذج، تعطي وتضحي، وكأنك لست أنت، لتصحو بعدها على شعور النّدم، بسبب سذاجات وأفعال وددت لو لم تفعلها، دون اي سبب يجعلك تبدو بتلك السعادة المطلقة.. وكأنك انعكاسات لشيئ ما بداخلك، لا تملك من أمرك ضراً ولا نفعاً..تُفلت زمام أمرك وتترك مشاعرك تنقاد مع الهواء، دون أي رادع منك. كقنديل في حارة قديمة، توهجه النسمات العليلة، وتطفئه عواصف الشتاء . لذا لا تكن قنديلا، كن أنت المتحكم بذاتك، جنّد قلبك، ورصّنه جيدا، فللمشاعر لصوص تتسلل للقلب، دون إذن منك، كن رادعاً لها متحكماً بك، لا تدع أي شعور لصّ، يدخلك فيجعل منك إنساناً لا تودّه، وانعكاسات لمشاعر مبالغ فيها.. كن أنت المتحكم، كن متزن.

إقرأ أيضا:الامل ينجو،بقلم الاء احمد احمد


Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أبيض زفافك , بقلم : عبدالله نضال الجراد “نص”
التالي
هنا قلبي يا أمي , بقلم : شيماء أسامة الناصر”نصوص نثرية”

اترك تعليقاً