مقالات ونصوص متنوعة

أبيض زفافك , بقلم : عبدالله نضال الجراد “نص”

مازال مشهدك في أبيض زفافك يترتل على مشارِفِ قلبي .. كُنتِ تُضيئينْ كترتيل سورة يس للطمأنينة .. حضرتُ عرسك دون أن تعلمي .. طلب مني جميع أصدقائي أن أوفر علي صليلُ قلبي لكن أصررتْ .. ها أنت تبتسمين من أعماقِ قلبك وتنظرين إليه كأنه أعظم إنجازاتك .. تمسكين يده بحب تقتربين من قلبه وتختلط أنفاسكما ببعضها نيرانُ شوقي إليك وأنت أمامي تتأجج في ثنايا أضلعي .. نظرتك التي بعينك هذه أموت فيها .. روحك التي تطغى على ملامحك تحيي روح الأمل في جوفي .. لله قلبك و إلي قلبي فإني أتفتت .. ستغادرين مكان الفرح اختبأتُ لكي لا تريني تمسكين بوشاحك الأبيض وها أنت تفتحي باب السيارة ولم يفتحه هو لك .. أخاف عليكِ من تجاهلِه لتفاصيلكِ المرعبة التي كنتُ أحفظها عن جُبِّ غيب .. قلبي ينكمش وأضلاعي تتكسر ضاق نفسي وانهمرت أدمعي مَرِضَ شُعُورِي والتهبت أوتار قلبي .. ها هي تمشي السيارة سأقف أراقبُ ضياعكِ في أُفُقِ السراب .. لًوَحتُ لكِ بقلبي المكسور .. ثم رفعتُ يدي عالياً .. لكنك غمستي رأسكِ على كتفهِ فرحةً بمأواكِ و أعطيتني ظهركِ .. تكسّرَتْ أرجُلِي من تحتي ووقعت الأرض ربما بِتُّ أبكي الآن من ألم ركبتاي لا يُهِمْ .. اقتربَ مِنّي صديقي رفعني من تحت الحجاب الحاجر بكلتي يديه وضمني إليه وغرس رأسي في صدره .. فبِتُّ أبكي بصراخٍ زلزل أضلاع قلب صديقي .. خلعتي كتفي ولويتي أطراف قلبي ونزعتي مني أصداء الحياة .. تبلل قميص خليلي وأنا تعبت حقاً .. فجّةَ العُمُقِ التي لا تبرحُ مني كلما أقبلتِ علي بطيفكِ الغائب .. ستخلدين في قلبي إلى يوم يبعثون أو أُبعثُ حياً .. أنت أُنثاي التي خُلِقَتْ من ضِلعي لكن كُتِبَتْ لغيري .. إنها غصة القهرِ الموجعة .. الحنين إلى ذاتي التي أغدقت بحبها إليك .. الروح تبكي ولا مُعِيلٌ لها .. نظرة أصحابي إلي كُلها حسرة و ندم ، باتوا يخافون الحب إثري يُمَثِلون أجواء الفرح عندي يظنون أنني لا أراهم يتهامسون ليُخفوا صورتك من محفظتي .. لا تخافي طبعتُ منها ألفاً ، حينما ذهبت المطبعة استغرب مني العامل بكمية الطلب .. لكنه لا يدري أن الألف هذه ألف صورة مطعونةٍ بخُذلان وهي عزائي الأخير و لو نطقت صورتك التي أتأملها لقال بربِّ الكونِ هذا أرجوك قد مللتُ من عينيك .. أنت بي كُلِّي أُحاولُ أن أنشغل عنكِ بشيء وأُقلِّبُ مضجعي بعيدا عن طيفك لكن إني أتلذّعْ .. فجَّة العُمُقِ هذهِ لا تبرحُ عنّي .. أعانقُ أضلاعَ قلبي ليلاً ، تتكسّرُ الدُنَى عَليّ وأبكي بلا وعي .. نعم أنا رجلٌ أبكي يحقُّ لي أن أبكي ما ضعفٌ لا واللهِ .. الغصة في لهيب جوفِ صبابتي تؤذيني .. عزائي الأول والأخير رؤيتك تبتسمين في حضنه .. تضحكين من قلبك .. أتمنى أن يهتمَّ لتفصيل أنك في ساعة ١١.١١ تودين سماع كلمةَ أحبكِ منه .. أن يهتم لمعرفة سبب انطفائك بالحادي والعشرين من الشهر وأنها هرمونات طبيعية وعليه أن يحتويكِ .. أن يهتم لدمعتك وكأنها ياقوتٌ مِنْ دُرٍّ مكنونْ حرام أن يسقط .. أن يهتمّ لحبك وشغفكِ بكتابة الخواطر ويقرأها بِكُلِّهِ أو يسمعها من صوتك المحبوب بكله .. أن يهتم لتوردِ خدك ويفهمه أنه خجل وليس خوف لأنك قوية بما يكفي لكنك تخجلين .. أن يهتم للمشي تحت المطر معكِ بلا مظلةٍ أو حذاء .. أن يهتم لحبك الغير مألوف للأساور الزرقاء .. أن يهتم لعيد مولدك وكأنه ميلاد التاريخ .. أن يهتم للنظر لعينيكِ وكأنك انتصارهُ بالحياة .. أن يهتم بلمسةِ يديك حتى تشعرينَ بهِ من أعماقكِ .. يا ظُلْمَ القدرِ أنت ..

إقرأ أيضا:أنا بخير، بقلم:ساجدة هاني الزبون”نصوص نثرية “


Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
يكفي يا أبريل، بقلم: جودي عبدالقادر أبي ياسين/ سوريا، “نصوص نثرية”
التالي
لا تكن قنديلا, بقلم : فاطمة باريش ” خاطرة “

اترك تعليقاً