خاطرة

الحُـبّ المُحـرّم بقلم الكاتب يوسف الغنيمات

وذُكـرَ فـي كِتـابْ العُشّـاق ، عـن رسـالةٍ وضَعهـا شَخـصٌ علـى أشهَـرِ بابٍ فـي المدينـةِ ، يَعلـوها وردةٌ حَمـراء مَقطـوفة حديثاً، رِسـالةٌ حَملـتْ فـي طيّـاتِها مَشاعِـرٌ كَوّنـت هـذه الأحـرُف، التـي بَقيـَت مُعلّقـةً بِـلا ردٍ علـى الهامِـش حتـى تآكَـلَ ورقُهـا.

مَحبوبَتـي ، أُشكّـلُ أحـرُفي لكـي مكـوّناً كلِمـاتي مُتناغِمـةً مَـع لَحـنِ حُبّــك.
أعـزِفُ مَشاعِـري وأفكـارِي ، لِأُسمِعـك مُـوسيقِاي ، ولأُدخِلهـا لِقلبِـك ، حـامِلةً مَعـها ، باقـةً مَـن الوَرد الأحمَـر الـذي لطالَمـا أحبَبـتيه.
مَـحبوبَتـي ، أُريـدُ أَن أعتَـذِر لَـكي علـى كُـلّ خَطـئٍ إِقتَرفتَـهُ ، فأنـا آسـفٌ علـى كُـلّ دمعَـةٍ نَزلَـت مِـن بَحـر عَينيْـك ، آسـفٌ علـى كُـلّ لَحظـةٍ مَسَسـت الأمـانَ الـذي لطالمـا أشْعرتُـكِ بِـه ، حَـرمتُـك مِـن راحتُـك ، وأبعَـدتُ عَنـك بَسمَتُـكِ ،
آسـفٌ ، فَأنـا لَـم أَقصِـد أبَـداً فـي حَيـاتـي أَنْ أُدخِـل الهَـمّ الـى قَلبِـكْ ، فَلتَغفـري لـي ، فـوالله لَـم ولَـن أُحـبَّ أحـداً قـط ، مِثلَمـا أحبَبتُـكِ ، عَرفْـتُ الحُـب مَعـك وسـأنْسـاهُ مِـن بَعـدك ، تَعلّمـتُ العِشـقَ لِأجلـك ، سَخّـرتُ روحـي وجَسـدي مِـن أجلـك ، أهـديْتُك قَلـبي ، كُـلّ مـا أُريـدُه أَن نَنسـى كُـلّ مـا حَصـل بيننـا مِـن لَحظـاتٍ غَيـر سَعيـدة ، أَن نَتخطـى كُـلّ الظُـروف ، فَأنـا وأنـتِ مـعاً قـادريـن عـلى كُـلّ شيـئ ، سَننجـو ، سَنرسـو ، سَنبحِـر ، سَنطيـر ، سَنُحـب بَعضـنا بعـضً ، سَيبقـى كُـلّ لِقـاءٍ بَيننـا كأنّـهُ اللّقـاءُ الأوَل ، فَأنـا مَجنـونٌ بالحُــب .
أَحبيـني ، كَأنّنـي الشّخـصُ الوحيـدُ فـي هـذا العالَـم ، إحتَوينـي وكـُوني لـي الطُمـأنينَة ، لا تَسمَحـي للحُـزن أُن يَشُـق طَريقَـه لِعينَيـك ، سـامِحيني يـا مَحبـوبَتي .
أعِـدُك أَن أبـقى عـلى عَهـدي ، أَن أكـونَ دائِمـاً العـاشِقَ المُخلِـص ، أَن أكـونُ السّنَـد لِسُمـوّك المـلائكيّ ، أعِـدُك أَن أبقـى لَـك مـا حَييـت ، أَن أُسخِـر كُـلّ طـاقَتـي وقَلبـي ومَشاعِـري مِـن أجلِـك ، فَـأنا أعيـشُ مِـن أجلِـك و لِأجلِـك .
كَـم أُريـدُ ألَا تَنتهـي الأحـرُف ، فَـأنا عـلى عِشـقٍ دائِـم مَـع جَميـع أحـرُف الحُـب ، التـي سُطـرَّت مِـن أجلِـك ، وأيْقنـي أيضـاً ، أنـا عـلى عِشـقٍ دائِـم مَـع كَيانـك فـي عـلاقة لَـن يُكتَـب لَهـا نِهـايـة
فَلنَغفِـر لِجميـع خَطايانـا ، ونُحلّـقُ فـي سَمـاء حُبنـا ،
سَنبقـى دائِمـاً ، حتـى تَحتَـرق النّجــومْ
مَحبـوبتي الأبَديّـة وعَشيقَتـي الوَحيـدة .

إقرأ أيضا:“ثلاث دقائق” بقلم رغد رمزي دعبول (خاطرِة)

.مَـع كامـلِ حُـب حَبيبـك المُخلِـص للأبَـد .

ويُحـدّثُ أَن كـاتِب الرّسـالةِ أُعـدِم بَعدهـا بيومَيـن أمـام المـدينـة ، لِحُبـه لإبنـةَ العُمُدة ، حيْـث انتـهى العَهـدُ وغـابَ الحُـب وكُتبَـت نِهـاية تِلـك الأُمسِيـة الشّاعـريّة و دأبَـت العيـونُ مـن أجلِـها ، وباتَـت قِصّـةً مَنسيّـة لا يُذكَـر لَهـا غَيـر تِلـكَ الدّمعَـةُ التـي لَـن تَجِـف أبـداً.
وسُميّـت تُهمتُـهُ بالحُـبّ المُحـرّم.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
توقف بقلم خلود عبدالصمد أحمد
التالي
روحُ قلم بقلم ديالا المساعيد

اترك تعليقاً