خاطرة

توقف بقلم خلود عبدالصمد أحمد

توقف.

توقف فعلُ أمر مبني على السكون، وهذا الفعل يأتي لعدةِ أغراضٍ، ومنها طلبُ الكفِ عن فعل شيء معين، فما بالكَ إن كانَ جريمةً؟

توقف هي كلمة مكونةٌ من أربعةِ حروف، ولكنها تحمل وراءها قصةٍ مُفجعة، فلا يقول أحد هذهِ الكلمة إلا وقد ضاقتْ بي الدنيا.

توقف هي لكلِ وحشٍ يُعنف غيره، ويتمادى في الطغيان، ويختالُ في الأرضِ مرحًا متغافلًا عن مشاعرِ من حوله، توقف هي رفضٌ قاطع لكلِ عملٍ شنيع يشوهُ الروح، والملامح على السواء.

توقف هي فعلُ أمر لفاعلٍ متمرد تناسى كل القواعد النحوية التي يجبُ أن يسيرُ على وفقها؛ لأنه مشى على لحنٍ صُنع من عقلهِ الألمعي، ورُفضَ من قبلِ طفلٍ لا يعلم لغة العرب الأقحاح، واختلاف مذاهب البصريين، والكوفيين، ولكن على الأقلية يعلمُ الصواب، والخطأ من فطرةٍ نقيةٍ خُلق عليها، ولم يفكر بتحريفها، أو تشويهها.

توقف هي توقف، لا تحتمل معانٍ أخرى، فلا تتحاذقوا بتفسيرها بمنطلقٍ آخر، أو البحث في معاجم اللغة عن مجرياتها.

العنفُ جريمةٌ لا تقبل أن تجد لها بديلًا آخر لتخفيفها، أو تهوينها.

توقف هي فعل أمر، فلا ترفعه، ولا تجره، ولا تنصبه، سكنه كما هو، فيكفيهِ ألمه.

خلود عبد الصمد أحمد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
محاكاة واقع، بقلم: الكاتبة آية سليمان، سوريا
التالي
الحُـبّ المُحـرّم بقلم الكاتب يوسف الغنيمات

اترك تعليقاً