خاطرة

“ثلاث دقائق” بقلم رغد رمزي دعبول (خاطرِة)

“ثلاث دقائق ”
جلست حيث حافّة الهلاك أشعلت لعينتي الصّغيرة والّتي استغرقني تحضيرها الكثير من اللّعاب، أنتظر غدا بفارغ الصبر، كأس الخمر على يميني يساعدني على تخيّلك، السّاعة الآن الثّالثة بعد منتصف اللّيل، الشّوارع صامتة، صوت الماء وهو يملؤ الخزّانات كنقر نقّار الخشب مزعج جداً، ابتسم هزيلا، معدتي مصابة بالغثيان، أفكّر قليلا قبل كتابتي الجّملة التّالية، ها أنت بين يديّ، كفّي يتعلم خطواته الأولى على وجهك، رموشك تدغدغني بلطف لا يوصف، فرّ قلبي متسلّلا من ظهري لم يتحمّل كل هذه الحميميّة، أحكمت اعتصارك حتّى ملأتي مكان الهارب، كل ما يدور في رأسي من أفكار لا تتعدّاك، نعومة أنفاسك الكثيفة، ألم يدي من قبضتك المحكمة، ذوبانك بجانبي، حتّى أنّي ما زلت أقهقح حين أذكر أنّكِ تفوقينني طولاً، أضواء المدينة أمامي لا تتشكّل إلا كوجهك، رائحتك كصاحب بيتٍ مقيمة على جلدي، أرسل قبلاتي مع الحنين ليزفها الشّوق حتّى تصلك إلى سريرك، مرّت مسرعةً موجة من الهواء قذفت الرّأس المشتعل على وجهي، أيقظتني من أجمل أحلامي حتّى عاد الوقت متباطئاً لا يسير فهو الآن الثّالثة وثلاث دقائق قبل الفجر.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لكي لا أخسرها في وقت لاحق
التالي
النوم الصحي

اترك تعليقاً