خاطرة

فصل الانتقام بقلم احمد شلاش

فصل الانتقام …

لنكن متفقين أن لنا بالحياة جزء نعيشه بحسب نوايانا .. وإن كان للنوايا أصوات لمّا اقتربنا منذ البداية ووصلنا لتلك النهاية .. لو إن لها أصوات لكانت قد خلعت أقنعة وأظهرت وجوهاً لا نألفها
لكانت قد خاطت جراح وفتحت جراح أصحابها
لكانت قد كشفت حقائق وفضحت من تبناها
كنّا طيفيّن نسكن جسد واحد لا يقسمنا الموت حتى
وبعد كل تقارب القلوب وجذب كلا طرفينا للآخر
كان القدر قد كتب فراقنا وشتت أرواحنا أنزلها من قمة التمرد لقمة القاع ثم فُنينا في حضيضها
الكثير لن يدرك ما أقول فقط عليكم ان تسألوا القلوب التي تدعي إنتمائها ماذنب قلوب لم تكن طريّة مثل قلبه الذي يشتهي كل ما وجد أمامه من نساء جاريات وعاهرات وقاصرات ومسنات فتنهي قلوبنا الخشنة التي لم تود الفصال في كل أوقاتها
ذاك الغراب الذي يدعي ألم الندم أمامها ومن خلفها
يعيش قصة بين عذراءٍ وأخرى .. منتشياً بلذة الشهوات متناسيا قلب الزهرة الذي حطمه ومزقه لأشلاء
أما عن زهرة البنفسج يحكى أنه قد ذرفت دماء بدلاً من الدموع، تنحّب ألمها وتفيض بشوقها وعبر عني في ذات اللحظة ألم الكاتب عبد الحليم بدران عندما قال :
“وهبني الرب قصة لم أودّ أنتهائها
فحميتها وخبئتها بكل يوم كنت أقرؤها
لا تبرد ولا تعطش كنت مائها ونارها
كنت الحامد أن عطست وغالبا ما كنت اتوعك مكانها
أوصلت وريدي بشرينها وأستخسرت بي كرية حمراء وأخرى بيضاء من دمائها … لتقتل قلباً عاش بهيامها
يا ليتني كنت مثله أعيش بلذة اللاضمير” قاتلي اليوم
عشيقي البارحة وياللسداجة عندما قال أغطسي ببحري لاتخافي فهو أمان بكل سعادة غرقت ببحره وقتلني ألم النسيان لم يعد لي برٌ داخل هذا الانسان .. فحتضنني ملك الموت لياخذني لديار البقاء
أقسمت إني لن أذهب وحدي سأخده معي فهو كان عشيقي في يوم من الأيام سلاحه كان في صدري وأهداني اثنتان والثالثة لم تكن له بالحسبان
اخذته معي برحلة سمائية ليحلق بعيداً عن سرب الغربان
أذقته مرارة الموت بكل عطف وحنان هو من شتتني لأشلاء وأنا من أعطيته ثالث رصاصتان
اقسمت ان انتقم منه لكل الفتيات والفتيان
لكل من شوه حدود الحب بالقذارة دون حسبان
بقيت قصة يتلوها كل لسان … بعد أن كنت سيدة التمرد والعصيان بأصغر التفاصيل التي تمسه وتجعله يهان … نحن من يجعل للموت جانب رومانسياً
فلتصلي الأمهات صلاة استسقاء
نحن لسنا بخير منذ أن توقف ذرف المقلتان
كلمات قليلة لها معانٍ كثيرة البعض سيجدها سخرية والآخر سيجدها الكثير من الأحزان إنها الحياة
متاهة لا ينجو منها الا صاحب العقل مفكر الساعد المشدود .. وجميعنا يعرب الساعدة على مسرح النسيان .. أما واقعنا حروب لاتنتهي داخلنا
محرقة ذكريات وكفوف التعساء ومقابر في عدم وخلاء تلتقط ذكريتنا وتجعلها مؤلمة في الحياة
وهنا تكمن الرواية انساس تحارب للانتقام إناس تسامح بكل صفاءٍ ونقاء
إناس تفكر بكل غباء … جميعنا نتشابه وفي نوايانا يكمل الاختلاف
فنحن عبارة عن روية او حكاية تبدأ دوما بكل ثناء وتنتهي القصوى برمي الضحايا .. مصيرنا مجهول
تسكنه الخبايا الكثير منا يسعى للانتقام واشعال محارق تحت مسمى الكرامة والكبرياء
وقلة قليلة تحاول صنع الموسيقى التي لاتعزف بالآلات الهانا التكاثر وعبادة الاموال طمسنا قلوبنا بالرغبات الداكنة رجال المواقف لاتذكر أشباه الرجال قد أصبحوا رايات
“عاهرات قيل انهن صالحات . ومن تبعن لحمهن متخفيات .. وصاحبة العفة تبقى بثبات”
تماماً كاللونين الأبيض والأسود هما رمز للتضاد لكنهما يشتركان بصفة اللون الرمادي حين تسكبهما فوق بعضهما كلنا تضاد لكن لكل منا أشباه
وحتما سنبقى كطباق في اللغة العربية لان نتشابه ابدا رغم كل التشابهات

إقرأ أيضا:أدمنتِ الغياب! بقلم محمد عمران الديري

أحمد شلاش/ سوريا

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كتاب ربما لحظة ما
التالي
“مرآةٌ كئيبه” بقلم ك.جنى ناصر بني حسن

اترك تعليقاً