خاطرة

خاطرة بقلم فراس عبيد

صباحي أجمل اليوم، لا يختلف عن سابقه سوى أني كنت مشتاقاً له، وصباحي غدا سيكون أجمل، لأني أشتاق له!

كنت بسبيلي للخروج من البيت عندما سألتني: هل تعطرتَ؟

كان من شأنها أن تشيعني لغاية باب البيت مثلما يفعل المضيف مع ضيفه، ولا ترسلني إلا بعد أن تطبع قبلة على خدي، مثلما تفعل الأم مع ابنها حينما يهمّ بالذهاب إلى مدرسته، قد تحيد القبلة أحياناً، في حالتي، ولا تصيب الخد!

انشغلت هذا الصباح عن خاتمة طقوسها الصباحية ولم تكمل المراسم التوديعية الرسمية على النحو المعتاد، لاهتمامها بأمور استجدت فاستهلكت من وقتها ما لم تخطط له؛ فاليوم أكون قد ابتدأتُ عملي الجديد الذي يتطلب لبس البدل الأنيقة! فأعذرتُها في داخلي عن تفويت بعض “فروضها” وفي نيتي عدم تفويت فرصة ممازحتها عندما أرجع إليها في المساء وأظهر زعلي من “تقصيرها” … وحتما هي ستعوضني!

قلت لها: نعم، لقد تعطرت!

وما علمت بأني تعطرتُ بأنفاسها، وتنفستُ أطراف أصابعها، عندما طلبت ربط ربطة العنق بنفسها …
تنظر الى القبة، وانا أمعن بصفحة وجهها!
تزرر الزر الأعلى، وانا أرجو أن لا تقدر، لتبقى تجهد بدس البراجم في النحر، لعلها تذبح الوريد.
تحيطني بانشوطة الربطة، وأنا أقول يحلو الموت الآن شنقاً!

إقرأ أيضا:مُتعب: بقلم : محمد مصطفى باكير

تعقد العقدة، وأنا أعقد اللحظة.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أكادمية الخط العربي للتدريب
التالي
ابنة نوفمبر، بقلم: رزان محمود الأحمد

اترك تعليقاً