خاطرة

خاطرة ” قارئ القلوب” بقلم إسراء العواسا

– هل أنتِ بخير ؟

-نعم، أنا بخير.

-ولكن لا يبدو هذا جلياً!

-مبتسمةً بصمت، وهل تعلم بالغيب ؟!

-لا أعلم بالغيب، ولكن دعيني أخبركِ سراً، نحنُ الصامتون يكشف سرُّنا الظلام الذي يرقدُ حول عيوننا بِسلام، جاذبيتنا تكمن بهدوئنا وابتعادنا عن عواصف الشعور، صوتُنا يحمل رسالة السلام، كموسيقى هادئة تُسحر كل من يَسمعها لِتُبحِر به الى جزيرةٍ بعيدة، لو امتلكنا السعادة، سيبقى ذلك الجرح في قلوبنا يذكّرنا أن لا مهربَ منه، نُقدّس الوِحدة على أن نعاشر أشباه الأصدقاء وأشباه الأحبة، كل ما نملِكه قلماً وورقة، أصدق لبوحنا وكسرِ قيود صمتنا، خيرُ صديقٍ لنا كتابٌ نبحث بين سطوره عن كلماتٍ لعلّها تَصفنا وتُشبهنا، نجد أنفسنا ببضعِ نوتاتٍ حزينة، لا الحب ولا الحرب يُعجبنا، مُسالمين من أي شعور، أحياناً وكأننا طيور الحرية ننشر عبق السعادة وورود الحب في قلوب من حولنا، وأحياناً أخرى كأننا مُقيّدين بسلاسل الخيبةِ والفراق لنُسجَن في كهف الألم فنكتفي بهذا الصمت والهدوء لأن الهروب مستحيل .

– هل أنت تصِفُني أم تَصف نفسك ؟

– أصف كل من تشابهت أقدارنا معهم، وأصبحنا نقرأ القلوب بدل فناجين القهوة .

– قرأتُ قلبي وتعلم كل هذا، وكيف تسألني هل أنا بخير ؟! -لأن الجميع اعتاد على هذا السؤال ولكن في الحقيقة لا أحد يهتم هل نحن بخيرٍ أم لا , ولهذا اكتفينا بإجابتهم ( نعم , نحن بخير ) وكما قلت لكِ أنا قارئ القلوب ونحن توأم الشعور . كالاستثناء نحن , كغيمةٍ ماطرة في فصل الصيف تأتي على غفلة وتتلاشى كأنها لم تكُن، نحنُ الفرص الضائعة التي لا تتكرر، أستأذنك يا توأم شعوري فساعة الكبرياء دقت .

إقرأ أيضا:خواطري بقلم روان أسامة عيد

-وأنا دقت ساعة صمتي، إلى اللقاء

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
موضوع عن أهمية محلول بوردو على الأشجار
التالي
طائرتها الورقية بقلم شيماء الكيالي

اترك تعليقاً