مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم علا خالد الحلو

|رسالة أدبية|

إلى من عزف على أوتار قلبي الذي اعتزل الغناء والعزف ، ومن قرع طبول قلبي رغم حداده.
المتفرد ، المنفرد ، المختلف ، الذي لم أرى مثيلاً له
والذي رأيته بعين قلبي قبل أن تلقاه عيني
من اهتز له عرش قلبي بعد أن كان معروفاً بشموخه الذي لا تهزه حتى أقوى الرياح العاتية
من أضاء لي فضاء قلبي وكان النجم اللامع
الذي يَسرّ قلبي و يبتسم مُحياي برؤيته
من كسر أقوى قواعدي في الحب
واجتاز كل الحواجز واستقر في قلبي
من جعل في قلبي بستاناً تملؤه الفراشات
وبوجوده تخمد براكين قلبي الثائرة
من جعل من حزني وتعبي جسراً يعبر فيه
إلى قلبي
ومن راقص قلبي على ضوء القمر ونسيم السحر
كنت أنت النور الذي أبصرته في نفق
يغزوه ظلام حالك
كنت الملاذ الآمن لي في عالم
تملؤه القسوة والخيبات‏
هل أخبرتك من قبل أنّني أحمل أثقالي وقلقي وأعود إليك كلّما شعرتُ بالغربة؟ وأنّني كلّما عدت -أعود بإطمئنان- كمن يعود أحدهم إلى بيته.
،كان ينبغي أن أعرفك من قبل، قبل سنوات و أيامٍ مضت، لأن شعوري الذي كان من قبلك لا يُقارن بالذي أنا عليه الآن معك ، وددت لو أنك في جميع أيامي السابقة و أوقاتي و اللحظات لا تسير دونك،و لكنني سأتمنى دائمًا أن تكون في القادم من عمري بأكمله و لاشيء يخلو منك
أريدك ان تعرف جيداً أن وجودك يشكل فارقاً عظيماً في قلبي وفي توازني وفي خطواتي وفي استقامتي واستقراري وليس يومي فقط وأني معك أستطيع أن أتحدث عن أتفه فكرة تخطر ببالي وأن أتحدث في كل شيء
فعلياً في كل شيء حتى في أقل الأمور شأناً.
ولكن يعزُّ عليّ أن تختلي بنفسك حين يداهمك
شعور الرغبة بالوحدة والانعزال
يعز علي أن تعيش شعوراً سيئا ً وحدك
وتحرمني من ضحكتك التي أحبها
أرجو منك ألا تذهب بعيداً عني حين تشعر بذلك
فأنا لا جدوى من وجودي إذا لم أكن بجانبك في تلك اللحظات ، اللحظات التي تشعر فيها انك وحيداً
بينما أنا التي يلتهمني حزني من بُعدك عني
فحين أنه يتوجب عليك اللجوء إليّ
والهروب من البشر إلى أضلعي التي ستحتويك
بكامل مزاجيتك وتقلباتك وحزنك
تعال إليّ كلما شعرت بضيق الكون الرحب
فإن قلبي وحضني يسعك بأكمله
فقط اتجه إليّ
اتجه إليّ
ولاتدعني من فرط الحزن أتهاوى على فراشي
لشعوري بالفشل على مساندتك
إن لم أجعلك تنسى ماتشعر به، وأعيد لك ضحكتك ، يمكننا أن نبكي سوياً
ونلعن العالم أجمع وكل الناس سويا ً
يمكنني أن أجلس معك في القاع وأسندك
ومن ثم نخرج للقمة يداً بيد
اكتب لك هذا الكلام وأنا جالسة في شرفة المنزل
تلفحني نسمات الهواء الباردة وأشعر بالبرد
ولكن شعوري بالفشل في إستعادة ضحكتك
يغلب علي وأعتقد أنني أستحق ذلك
لا يهم إن كنت أترجف من شدة البرد أم لا
كل ما يجول في خاطري
أنني أود أكون بجانبك في هذا الوقت
وأعلم أنك لن تتذكر ماذا أقصد بجملة
“هذا الوقت” ببساطة إنها اللحظة التي قررت فيها
أن تبقى وحيداً ومنعزلاً في الأول من نوڤمبر
والذي كان من المفترض أن يكون بداية خير للشهر .
يراودني شعور البكاء
فكيف لقلبي أن يتحمل رؤية قمره يغيب عنه
وتلتهمه غيمات شعور الوحدة اللعينة
وقلبي الذي يُحب رؤية قمره اللامع
أتمنى لو أنك الآن بجانبي
ليس من المهم أن نتحدث
فقط ضع رأسك على كتفي و لندع الصمت
يخيم علينا
فإن لم تتحدث ألسنتنا ف ستتحدث قلوبنا
وتخبرك بأنها معك دائماً
وستبقى معك دائماً مهما تقلبت فصول روحك
عِدني ألاتذهب..
وأنا أعدك بأن أفني عمري في إسعادك.
قمري الجميل
أُحبك
9:00pm
– الأول من نوڤمبر البائس الذي كان من المفترض أن يكون لطيفاً.

إقرأ أيضا:سور الصين العظيم

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم إيلاف محمد
التالي
نص نثري بقلم نور مروان ملكاوي

اترك تعليقاً