نص نثري بقلم : زهرة محمد الورفلي

(قد كلفتني كتابة هذا النص الكثير من بكاء القلب)
هذا الشتاء ينقُصك جداً، لطالما أحببت هذا الفصل من بين كل الفصول الأخرى بسبب وجودك جانبي لكنك رحلت.. رحلت وتركتني أتخبط بين الجدران أبحث عنك ..
هذه الأيام تُذكرني بِك فكل تفاصيلنا كانت مُصاحبةٌ لهذا البرد القارص، النسمات الباردة، رائحة المطر، كوب الشاي الساخن، مكالمتنا التي تتجاوز الـثلاث ساعات في الليل، حِكاياتنا وضحكاتنا، صوتك الذي لا يحلو يومي إلا بِسماعه، أذكر عندما يشتدُ البرد عليَّ ألجئ إليك باحثةً عن الدفء الذي تمنحني إياه بكل حُب، إن ذلك الدفء من نوع آخر كان مخصصٌ ليّ أنا وحدي، أذكر أيضاً أنني كنت أخشى أن تنام عيناي قبل أن أطمئن عليك، قد تشاركنا الدموع والهموم، تقاسمنا الأوجاع، أصابتنا نوبة مكثفة من البكاء يوم سفرك .. لم أكن أعلم إنه آخر معاد بيننا .
قد خذلتني ياصديقي وفضلت البقاء مع غيري، صفعتني صفعةٌ قلبت بيها كل الموازين، أطفئت شغف الحياة بداخلي، كسرت كل أضعلي وبعثرتها، دمرت فؤادي الذي كان لا يحتوي أحدٌ غيرك، كل جمال ذكرياتنا انتثرت مع هبوب الرياح، وكلما حاولت تجاوزك أجد نفسي غارقة في تذكر تفاصيل صداقتنا التي حرقتها يا صديق … قلبٌ كقلبي لا يُهان لله ذنبك الذي لن أغفره .

Comments

0 comments