خاطرة

ستشتاق لي بقلم هاجر رائد ابو دلاخ


[ستشتاق لي]
ليلةٌ هادئةٌ وعقلي تتسارعُ الذكرياتُ فيه،
زخاتُ المطرِ تثيرُ فكري وكأنها تطلبُ مني موعدًا للخروجِ .
فقبلتُ وخرجتُ أصرَّت علي فهي ترحبُ بي بعناق وتسألني: عَمَّ حدث السنة الماضية في ليلةٍ كهذه؟!
اجبتها والغصَّةُ في قلبي:
لقد افترقنا وتركني على أرصفةِ الطريقِ لم يسمعْ صوتَ منادتي لهُ ولمْ يرَ دموعَ عيني،فكانَ يَظُنُّ صوتي رعودًا ودموعي قطراتُ المطرِ .
سقطَ قلبي هُنا و ابتلَّ، أُشاهدُ منظرَ الطريقِ وكأنَّ الليلَ حالكُ السوادِ
لا لوجودِ الإنارة الخافتة.
نحنُ هُنا نَتجَوَّلُ مُمْسكًا بِيدي نَتراقَصُ على ألحانِ فيروز
“بديت القصة في أول شتي ،تحت الشتي حبوا بعض ”
لكنْ لمْ اتخيلْ يومًا بأنَّنا سنعيشُ تلكَ اللحظة في المقطعِ التالي من الأغنيةِ
“خلصت القصة في تاني شتي، تحت الشتي تركوا بعض ”
هل كُنتَ متيمًا بِها ؟
تمعُّنكَ كلماتِها جَيدًا
جعلكَ تَتَناسى رائحةَ كوبَ القهوةِ المتبادل بَيننَا الذي كانتْ مِنهُ تُدَفَّئُ قُلوبَنا من الهواءِ الباردِ.
والآن لا شيءَ قادرٌ على تدفئةِ قلبكُ المتبلدِ .
أمَّا عَن قَلبي سَأجعلُ مِنهُ حطبًا وأُشعِلُ نارً أُحرِقُ بهِ صورًا ومشاهدَ ذِكرياتِنا استبدل رائحةَ عِطْرِكَ برائحةِ الحطبِ ،
فهذه المرة لنْ اكتبَ اسمُكَ على ضبابِ نافذة المركباتِ،فأنا كُنتُ أنتظرُ سُقوطَ المطرِ لأغرقَ بها واتعافى.
هاجر رائد ابو دلاخ

إقرأ أيضا:لا زلتُ أنتظرِ، بقلم الآء عبد الجبار كايد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لحظات بقلم براءة أسعد الحبايبه
التالي
ابنة كانون الأول والمطر بقلم سجى ياسر

اترك تعليقاً