خاطرة

لا زلتُ أنتظرِ، بقلم الآء عبد الجبار كايد

لا زلتُ انتَظرْ
بالرُغمِ من كُرهي الشديدِ للإنتظارِ، إلا أنَّ حُبّي فاقَ كُرهي بدرجاتٍ عديدةٍ، لذا لا زُلتُ أنتظرُكِ دونَ ضجرٍ و سأمٍ، آملاً مجيئكِ عمّا قريبٍ، لتكون نهاية طريق صبري و انتظاري سعادةً عارمةً تُبهِجُ الروحَ و تسرُّها، أنتظركِ هُنا، حيثُ أعتدتُ أن ألقاكِ صدفةً حتى صارت هذه الصدفةُ جزءً لا يتجزأ من يومي، أنتظركِ هُنا حاملاً وردةً حمراءَ لأهديها لكِ حال مجيئكِ، فكلما تأخرّ مجيئكِ ذبلتْ أوراقها و قلبي برفقتها، لكنّ ذبولهُ مؤقتٌ حتى وصولكِ، ففي حال وصولكِ هُنا، سينتهي شتاءُ قلبي، ستشرقُ الشمسُ في جوانبِ عتمتي، ستتوّهجُ روحي، و سيحلُ الربيعُ و تتفتح أزهارُ فؤادي.
منتظرٌ أنا و لو كلفني الأمرُ كُلّ عمري، أنا هُنا لإنتظاركِ فقط، خلقتُ لأجلكِ، لأحيا برفقتكِ، لذا لا بأس بقليلٍ أو كثيرٍ من الإنتظارِ، فأنا لأجلكِ مُستعدٌ أن أقدِّمَ عمري و روحي و كُلّي، لكِ وحدكِ يا من تستحقينَ الحُبَّ و الودّّ.
و أكبرُ مخاوفي يا ساكنةَ الفؤادُ هو أن يذهبَ إنتظاري سُدى، أن أفني عمري في انتظارِ شعورٍ من الوهم، وجودٍ من اللا وجود، ترعبني فكرةُ هدرِ الوقتِ في انتظاركِ و مجيءِ أجلي قبل مجيئكِ، تهابُ روحي من ألا أصادفكِ طيلةَ حياتي، يا من وددتُ معها قضاءَ عُمري المُتبقي.
ليتكِ تأتينَ في وقتٍ قريبٍ، فأنا الآنَ في أمسِ الحاجةِ لكِ كما أعتدتُ أن أكونَ، داخلي شيءٌ ما ينبسُ بحروفِ اسمكِ، روحي تُناجيكِ القُربَ منها، أما آنَ وقتُ حنينكِ و عطفكِ على ذاتي الضعيفةِ التي أهلكها الجوى و الانتظار؟ أما حانَ موعدُ حنينكِ و إيابكِ إليّ؟
مُرّي بقلبي ذاتَ حينٍ أرجوكِ فأنا حقًا لا أقوى على عدم رؤياكِ، فأيامي المُقبلةُ و مخططاتي و انجازاتي مبنيةٌ على وجودكِ، فإن لم تكوني برفقتي لن يكون هناكَ شيءٌ، و سأظلُ وحيدًا كئيبًا، تصعُبُ رؤيتُه، سأصبحُ سرابًا وجودُه كعدمهِ، مجردُ جسدٍ منطفىءٍ، داهمتهُ الخيباتُ، أذبلتهُ و أودتْ بهِ إلى جحيمِ الدُنيا.
الآء عبد الجبار كايد

إقرأ أيضا:أهم المعالم السياحية في مدينة تولوز

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
إعترافٌ مقابلَ إعتراف بقلم الآء عبد الجبار كايد
التالي
رَحى حرب، بقلم المبدعة:آية أحمد الخطيب، سوريا، “نص نثري”

اترك تعليقاً