خاطرة

“حسناوات آدم” بقلم كاميليا كامل محمد (خاطِرة)

حسنَاوَاتُ آدم

– أيا حسناء!
– نعم.
ـ أتعلمين من أنتِ؟
-لا بأس، سأخبركِ؛

خلقكنَّ اللّهُ مِن طينٍ، مِن نُورٍ وحُبٍّ، أنتنَّ القواريرُ الرَّقيقاتُ،أنجبتكن أمكنّ (حوّاء) من عناقيد الفرح، وحبّات التّوت، فما وَجبَ على الرِّجالِ إلّا أنْ يكونوا لَكُنَّ اللُّطفَ واللِّينَ، جمالكنَّ يكمُنُ في القلوبِ؛ القلوبُ الّتي أَودَعها اللّه في أيسرِكنَّ، وتَركَها تنبُضُ في محياكنَّ؛ حُبًّا واهتمامًا، إذ نَظَرَ اللّه إلى إحداكنَّ فإنَّه ينظرُ إلى الأثر الجميل فيها ،الّذي ما إنْ وهبَها إيّاه، وهي ما تزالُ تحافظُ عليهِ، وستظلُّ حتَّى آخِرَ رَمَقٍ…

أنْ تكوني أنثى ـ ياعزيزتي ـ فهذا لا يعني أنْ تتكبَّدي عناءَ وضعَ الكثيرٍ مِن مساحيق التَّجميل لتثبتي ذلك، فما دُمتِ تختلِفينَ عن الرَّجل بكثيرٍ من الأشياء، والصِّفاتِ؛ فرغمًا عن أَنفِ العالَم سيعترِفُ بكِ أنثى فيه!

جمالُكِ مصدرُه روحُكِ، ودِينُكِ، وأخلاقكِ، وليس مركزه الوجه، أو الجسد؛ لذلكِ، لم تُخلَق امرأة دونَ جمالٍ، ولا توجَدُ فيكنَّ مَنْ تتَّصفُ بالقُبحِ، إلّا مَنْ فَسد قلبهُا، ولسانُها، ولم تكن للأخلاقُ عنواناً!

إنَّ جميعَ النّساءِ جميلاتٌ باختلاف أُصولهنَّ، بشرتهنَّ، طول قامتهنَّ أو قصرها، كبُر سنُّهنَّ أو صغره ؛فكيف لا تكوني جميلة يا حبّة الكرز، جُبلت المرأة على الودِّ، والحنان، العطفِ، والاهتمامِ، فما كانَ خيارُ الجَمالِ إلّا إنْ كانَ امرأة…

إقرأ أيضا:الطفلة المزعجة بقلم لينة يونس منصور

ممّا لا ريبَ فيه، أنّكِ ـ عزيزتي ـ كالصّلاةِ عمودُ الحياةِ؛
كالشَّوقِ لذَّةُ الحُبِّ.
كالجَنينِ للأُمِّ.
كفَرْحةِ استجابةِ الدُّعاء.
وأحلى هديّةً خَصَّ اللهُ بها العالم،والرَّجل…!

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“وهجُ الضّحى” بقلم محمد الباقر عدنان (خاطِرة)
التالي
“الخيط” بقلم سعاد عبد السّلام الحايك (خاطِرة)

اترك تعليقاً