مقالات ونصوص متنوعة

لعنة أغسطسية، بقلم: أمل علي القرعان

 

_زلزل الحنين أضلعي فتساقطت أوراق خيبتي بعودتك، لقد طال عذابي، فهل تبالي؟

برب من خلقك، ألم يحتضن الشوق فؤادك؟

أم وحده فؤادي المذبوح من يتأوه؟

كيف أراك وأحدثك كسابق عهدنا؟ الأمر بات مجرد سرابا منثورا، أين الحقيقة في ما أعيشه؟

أأنا في إحدى المستشفيات في حالة اللاوعي أهذي بوجودك؟

حسنًا سأخبرك بشيء حصل بعد مغادرتك أرض قلبي الجرداء، ماذا عن فجيعتي الكبرى يا فقيد الروح؟ أسأنسى كما يقول العالمين وسيمضي كل شيء؟

لقد اكتشفوا وجود كتلة سرطانية في ذاك الجسد البالي، في الحقيقة أنها بقاياك، أنت كتلتي التي ستقتلني، تخيل مدى برودة مشاعري يوم زف إلي الخبر، لم أصدم، فقد كنت على وشك تمني حدوث هذا، فلم يتبقى من العمر شيء أعيش من أجله.

_يا مجنونة

يا مجنونة

أتتمنين الموت لأجل كائن لا يستحق ذرة من عينيك؟ فالتستيقظي عليه اللعنة فقد أذاك

_من؟

من أنت ومن أين يأتيني صوتك؟

ضحكاته صدعت في المكان، وكأن ذاك الصوت الأحمق من الشامتين

_أجبني يا أحمق، اللعنة عليك، يبدو أنك طيف ذاك المتعجرف الوسيم

_لست طيفه، أنا أنت فالتفهمي يا مريضة، ملتصق بك متغلغل بجسدك، فلتعلمي أنني مرافقك منذ الصغر، لكنني أثرت الصمت دائمًا

إقرأ أيضا:نموذج اهداء رسالة ماجستير باللغة الانجليزية

_إذا

أنت تعلم، وقد كنت شاهدًا على عهوده الكاذبة

لقد صمت مجددا، أثار السكون وعدم المناقشة لكنني صرخت مولولة:

سمعته عندما نعتني بأنثى قلبه الوحيدة، بملكة أيامه، أليس كذلك، ههههههه عندما قال لي أحبك، أجبني أجبني؟

_يا لتفاهتك، أتؤمنين بخرافات الحب؟

–هه الحب، أنه يا عزيزي لعنة سماوية

_أمجنونة أنت؟ كنت معك هناك في كل مرة، قطر العسل المسموم من ثغره، كان كاذب كاذب أنهضي كفاك

__لا، أنت أيضا أحدى اللعنات، لا تثرثر وأخرج من حيث أتيت، أرجوك كفى يا أغسطس، أرجوك أذهب وخذ معك اللعنة الأغسطسية هذه، وأيضا جهنم البشر المخفية في أجوافهم، ابتعد عني يا صاحب الصوت الشاحب، سأفتح لك الأبواب والنوافذ، فالتنطلق والتبتعد

_كم مرة علي أن أعيد، أنا أنت، أمتلك يدك اليسرى وقدمك أيضا، وجانبك الأيسر كامل، لا تخافي أنه موطن جيد لأفكار مثلي

علا صوت أنفاسي الخوف أستوطنني يبدو أنني جنتت

يا أنه هو أميز طريقة كلامه، كيف دخل إلى جسدي، أهي آداة أو جهاز يتكلم بالغرفة؟

-لا تفكري يا عزيزتي، أسمعك

إني لست ذاك الخائن المتيم أنا انعكاس فؤادك

أنا انفصامك

-أنفصامي ههه

أطلقت العنان لضحكاتي، أجل أجل أصبحت منفصمة بسببه يا سادة

إقرأ أيضا:إليه بقلم:عبدالعزيز سامر الزغبي

9/9/2020

ليلة أنفصامية تم تدوينها في أيلول ومجرياتها في أغسطس

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الوراقة، بقلم: أمل عبدالله العزام
التالي
علاقة الكاتب بقُرائه، بقلم: أحمد عباس العز

اترك تعليقاً