مقالات ونصوص متنوعة

إليه بقلم:عبدالعزيز سامر الزغبي

هل قلتُ لكَ قبلُ أنّك الرصاصة الأخيرة، في حربٍ عالمية؟ أو أنّكَ كنزٌ عظيمٌ، في جزيرةٍ مخفيّة ؟ هل قلت قبلُ أنَّني مهشّمٌ بدونك، أو أنني لا أشتهي عيشًا بلا عيونك ؟
هل قلتُ أنّكَ رَجُلي الأوّل، وحبيبي الأوّل، وتجربتي الأولى، وخيبتي الأولى، وموتيَ الأوّل، وجنازتي الأولى ؟
يسخرُ البعضُ منّي، يشتمني جمعٌ ثانٍ، بأقذعِ الألفاظ، يرجمني آخرونَ بالحجارة، “للسبب الذي تعرف”. تنظرُ أنتَ من بينَ الجموع، جامدٌ كأنّكَ الغياب، صامتٌ كأنّكَ السراب، لا تصدرُ صوتًا.
من بينِ وابلِ الحجارةِ التي تهشّمُ رأسي، أراقبك، أتأمّلُ تفاصيلك، أُنقِّلُ ناظري بينَ عينكَ وفمك، معرّجًا على غمّازتيك، بينما يشفقُ عليَّ الهواء، فيحملُ لي رائحةَ عطرك، ذاكَ العطرُ الذي أحفظُ رائحتهُ، عن ظهرِ قلب، كقصيدةِ السيّاب، كقواعدِ الحسابِ، فأنسى شتائمَ الحضور، وحجارة الجمهور، وهراوةَ المأمور، وأبتسم.

في السّادسِ والعشرينَ من شهرِ الغياب.
الساعةُ الثانيةُ عشرةَ فقدًا، بتوقيت القلب.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عبِقهُما، بقلم:نور ناصر”خاطرة”
التالي
في هذا الزمن بقلم:كوثر أندوح

اترك تعليقاً