خاطرة

قصاص الحياة، بقلم: هدية الله سامر حَمَرْ

يغريني هذا الشعور تغريني حليه وقلادته البراقة، يأخذني إلى ما قبل الولادة لتلك اللحظة التي أذن لي الإله بأنْ أكون إحدى رسائله وإعجازه في تكويني، أُغرَس في تربةٍ من لحمٍ ودم فأنمو لتضح ملامحي وأنمو أكثر ليكون لي اسم أميّزُ به، تستشعرني قوى أكبر مني للانتقال إلى حياةٍ أخرى أكون فيها قادرةً على التكون بطريقةٍ مغايرة، ها أنا أسقطُ تفاحةً من جنته لتبتلعني الأرضُ وتجري علي اختباراتها، تعلمني معنى أن أقف ومعنى أن أتكلم تجذبني هي بحلاوة النمو فأصبح بقامةٍ جيدة لالتقاط ثمرةٍ تعلو سقف تجربتي سابقاً، تصفعني صفعتها الأولى بالابتعاد لساعات عن مأمنٍ احتضن وجودي هنا، يمضي اليوم الأول الأسبوع الاول السنة الأولى ويزول داخلي شعور الانتقام منها، تضعفني الطرقات التي تحمل الملامح الغريبة، تطل على نافذتي مشاهداً كثيرة تليق بعمري ولا تليق، ينصبُ العمر فخه ليقتص مني ينتشلُ قلبي خلسةً ويمتص انعكاس بريق عيني من كل الوجوه التي خذلتني بتعبيرٍ واهٍ مهما يكن، أحاول التعلم لا بأس،أحاول الوقوف بعد كل وعكةٍ حياتية، وفي يومٍ ما أجد أنني جرِّدتُ من علاقتي بنفسي، لم يعد مقاس الرحمة يسعني فرحتُ أجلدها لتقف، وأغير تعابيرها لتبدو على ما يرام، وأغفيها حينما يجب لها أن تصحو وأنفيها حينما يجب لها أن تكون

تسقط ورقة التوت تصفرُ الدنيا بأكملها تصيح الرياح بأعلى صوتٍ لها وتهتزُ الجبال من ورع المشهد تنقلب الأرض لتتلفظني لتعيدني من حيث أتيت فتتلبس روحي وحي الوجود الحقيقي ذاك الوجود الذي يقتص من ظلمي لنفسي.

إقرأ أيضا:رسائل من الشوق(ج2)،بقلم:إياد جبنة و رقية الشمالي

سوريا

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
اعرف أكثر عن ساعة آبل الذكية
التالي
10 نصائح للحفاظ على لمعان أظافرك ومنع الجفاف والتقشر

اترك تعليقاً