أخلاق إسلامية

تهذيب السلوك بفضل الذكر

الشخص الذي يفكر في هذه الحياة الدنيا يقتصر على مدتها القصيرة وظروفها المتقلبة والأشخاص الذين يعانون منها متعبون ويدرك النصب في قراره أنه عابر وأنه بعد أن تكون حياة خالدة فإن العالم هو اختبار قصير اعده الله لعباده كل من نجح و نجا و من فشل فيه خاب 

فالذّكر له آثارٌ عجيبةٌ في نفس المؤمن و تهذيبها بل و في بثّ روح الطّمأنينة فيها ، فالمؤمن حين يذكر الله كأنّما يخاطب الله سبحانه مجدداً صلته به مقوياً لها ، و في الحديث أنّ الشّيطان حين يعقد على رأس المؤمن ثلاث عقدٍ تنحلّ إحداها بذكر الله سبحانه و تعالى .

فعندما يردّد المؤمن كلمة التّوحيد و يقول لا إله إلا الله فأنّها تزرع في قلبه شعوراً و يقيناً لا تهزّه الرّياح بأنّ الله سبحانه هو مالك أمره و مالك أمر الخلق جميعاً ، و هو الموكل بأمور العباد و المتكفّل برزقهم و معاشهم و هو سبحانه الذي يشملهم برحمته حين تدلهم بهم الخطوب و المحن ، فلا يدعو العبد و لا يرجو إلا ربّه فهو وحده الإله و هو أهل الرّجاء .

و حين يذكر العبد ربّه بالتّسبيح فيقول سبحان الله فإنه ينزّه عن النّواقص التي تعتري البشر ، و حين يحمد الله يرضى بما كتبه الله له و في قرارة نفسه يعلم بأنّ الله قد ربط الحمد بزيادة الرّزق و السّعة .

إقرأ أيضا:الحياء من الكبير والتخلُّق بالحياء بحضرته ووجوده

و المؤمن حين تحلّ به مصيبةٌ أو جزعٌ أو حزنٌ تراه يردّد إنّا لله و إنّا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي و أخلفني لي خيراً منها ، فيهدأ باله و يطمئن بأنّ الله سوف يعوّضه خيراً في أهله و ماله . و حين يقول العبد حين يُظلم حسبي الله و نعم الوكيل يعلم يقيناً أنّها أمضى سلاحٍ في مواجهة الظّلم و الظّالمين ، فالله غالبٌ على أمره و قد جعل العاقبة للمتّقين .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الأخلاق مع الغير
التالي
كيف تكون النصيحة لله

اترك تعليقاً