ثقافة

تعب السنين بات خذلاناً بقلم:” آيه حازم العاني”

^تعب السنين بات خذلاناً ^
نفسها ضائعة لا أعلم أين ؟؟! هنا أم هناك ؟؟! كفتاة في قلب الغابة أصطفت حولها حلقة من الأشجار طويلة القامه، كثيفة من الأعلى بحيث تداهم خيوط الشمس من التسلل إلى قاع أرضها، تنظر برهبة خوف ألى هنا وهناك لتبحث عن شخص تستنجد به لكن بدون جدوى ، بدأت تتحسس نفسها ربما هي غارقة في كابوس لعين…
في قلبها غصة خوف ، ساقيها لم تعد تحملها وهي أنخلقت من ضمن جسمها ؟!؟ من حسرتها تجهش للبكاء وكأنه جمعت مياه العالم كلها في جوف عينيها الذابلتين ، بداخلها أسرت صرخة لو فككت صراحها لهزت العالم بأكمله بصداها ،، كمية الحطام الذي كساها كمدينة أنفجرت بلحظة واحدة وعملت ضجيجاً قاتلاً ، نويت أن أسئلها ما هو الألم الذي جعلك تنهارين بهذا الشكل المبكي ؟!؟ سمعت وليتني لم أسمع ،،،،،،،،،،
قالت : (زرعت شجرة محشوة بالحب ، أعتنيت بها وسقيتها من ماء عيني ، أمكث تحتها عندما تعلن الشمس حربها ، أخذ من حطبها وأوقده لتأويني من برد الشتاء القارص ،تئنسني في وحدتي ،وتزرع في قلبي الأطمئنان)
كيف يمكن أن يكن حالك عندما يأتي شخص ويقلع هذه الشجرة من بين أحشاء الأرض وأنت في آمس الحاجة إليها!؟

ولدت صبياً كان بالنسبة إلي كل شي ،كان قرة عيني،كنت معه في اوقات الحزن والفرح ، رأيته يكبر أمام عيناي ملم ملم ، جعلته هو كل شيء في حياتي ائنسه في وحدته ويئنسني في وحدتي ، عندما يبكي أمسح دموعه براحة يدي ، كان هو شمعتي الوحيدة في ظلامي ،،
في إحدى الأيام كنت جالسه في زاوية من زوايا الغرفة أرتل القرأن ، واذا هو يهرول من بعيد ويصرخ أمي أمي ، رهبني الخوف من صراخه ،قلت :ما بك يا بني؟! جاء وحضنني بيدهه الناعمتين ، رمقني بنضرة بريئة وقال :أمي أشعر بالبرد أود أن أنام في حضنك الدافء واستنشق رائحته العذبه…….
رهبني شعور جميل في ذلك الوقت ، أحسست أن العالم كله أصبح إلي وحدي …
بعد سنوات ….
لم أكن أعلم أن أبني سيسلب مني أبني بهذه الطريقة البشعه التي لا تكسو بها أي رحمة ، حتى جاء اليوم الذي لم كنت أتوقع حدوثه ابداً …
جاء أبني ،وصفعني بكلماته التي جعلت أذناي لا تسمع شيء سوى عقارب الساعة وهي تسير ،قال لي :أمي أنا وزوجتي نود السفر وأنت لا تتحملين مسافة الطريق ،لذلك سنضعك بدار المسننين حتى نعود من الرحلة ……
كسا جسمي تلك الرعشة الغريبة ، التي تحسسك أنك غريب في هذا الكون الظالم، داهمتني الكثير من التسائلات التي لا أملك جواب مقنع لها،وكأنه جاء عصفور وألتهم لساني بذلك الوقت ،الصمت سيطر على جميع أعضاء جسمي،لم أعد أحس بأي شيء ،توقف العالم بالنسبة إلي ،ليتني مت بتلك اللحظة ،ليت قلبي توقفت نبضاته ، ليتني لم أكن في هذه الدنيا أساساً وأسمع كلام أبني الذي خلق من بين أحشائي يتحدث معي بهذا الشكل، هل أنا أصبحت عبئاً على ولدي الوحيد؟؟!!أبني يتكلم معي بهذه الطريقة ؟! ………
وها انا أقمت بهذا الدار أربع سنوات و لم يعد هو وزوجته من رحلتة ،تاركيني محجورة في هذا البيت الذي به أنا وبعض من الرجال والنساء الكبار بالسن ،كل شخص له قصتة بمجيئه إلى هنا بالتجاعيد التي تكسو وجهه، قصصهم تجعل الحجر يبكي عليهم وأنا من تلك القصص، تقوس ظهري وكأني مكثت عليه أثقال حزني جميعها،جلست وعيناي ثابته ألى الحيطان الأربع التي تحيط بي أجمع بقايا الذكريات المنتثرة، وأجمع بقايا شتات قلبي المحطم …………
٢٠٢٠/٩/٢٩
الثلاثاء
٨:٤٥ص

إقرأ أيضا:لون حياتك بقلم راما رائد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
التالي
كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك ويتعمد اذلالك

اترك تعليقاً