خاطرة

“الخيط” بقلم سعاد عبد السّلام الحايك (خاطِرة)

عزيزي ، أتذكرُ ذاكَ الخيطَ الّذي وصلَ بيننا يوماً ، كم كانَ متيناً حينما لم ينقطع جرَّاء كلِّ تلكَ الخلافاتِ الَّتي نشبت بيننا . لوهلةٍ أحسستُهُ خيطاً من الماء ، هل سبقَ و رأيتَ خيطاً من الماء ؟ كلَّما اشتعلتِ النيرانُ في قلبي نتيجةَ ما سببتَهُ لي من آلامٍ وخرابٍ ها هنا في الدّاخل ، أطفأها ذلكَ الخيطُ خيطُ الماءِ الَّذي كان بإمكانه بشكلٍ أو بآخرَ أن يوقفَ تزايدَ الحرائقِ في جوفي الأسودَ دوماً ، انظر لقد ارتفعت حصيلةُ المشاكلِ للحدِّ الأعلى ، نفذ صبري يا فتى ، تلاشت طاقاتي وأنا أحاول ألَّا يُقطع هذا الخيط . أن يظلَّ بذاتِ المتانةِ والقوةِ .لكنَّ الخيطَ من شدّة عذابه وحزنه عليَّ قد رفض أن يبقى متماسكاً وراح يتشقّق ويتباعد لوحده وبدأتُ أنا الثرثرةَ متحسّرةً على ما مضى حزينةً على ما سيرحل ُمن حبٍّ :أووه إنَّه يتمزقُ لا ياربي لا لا أريد أن ينقطعَ الحبلُ الَّذي وصلني بالشَّخصِ الَّذي رغم كُلِّ أذاهُ ما زلت أراه الأفضلَ ومازالَ قلبي بكلّ خرابيش يحبُّه . أمَّا الآن فقد مضى ما قد مضى ، ورحلت جميع الأحزان معك أيُّها الغبي الخاسر ، ولكن تُرى هل ما زلتَ تحتفظُ بذاك الحبلِ ؟ أمازالتِ العشرةُ تأخذ حيزاً من مشاعركَ ؟؟ أم أنَّكَ دست السنينَ الَّتي جمعتنا كُلَّها وحرقتَ الخيطَ بنيرانِ الشَّوقِ ، حتّى ما عاد لك سبيلٌ يوصلكَ إليَّ ويرممُ فيَّ ما قد تحطَّم .

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم أحمد عبد المنعم عبد الرحمن

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“حسناوات آدم” بقلم كاميليا كامل محمد (خاطِرة)
التالي
“خفوق” بقلم بيان عبد اللّه العدوان (خاطِرة)

اترك تعليقاً