مقالات ونصوص متنوعة

في هذا الزمن بقلم:كوثر أندوح

لطالما أصبحنا اليوم في هذا الزمن المتقلب، متغيرين بأحوالنا ، غير صادقين في وضع العلامة بالخانة المناسبة. بل و الأكثر من ذلك، لا نفرقُ بين معجم الحزن و قاموس الوجع الحقيقي …
ناهيك عن النفاق الاجتماعي الذي غزى طبقاتنا بشكل كبير!
إن الإنسان الذي يحافظ على هويته، و التي تحمل بطاقة تعريفه بالأساس بداية من كنيته، أو اسمه الثلاثي وصولا إلى تلك التفاصيل التي نلمحها في ذات الشخص فنصير نحدد بها عِرقه أو أحد الفروع الأصلية التي ينحدر منها، لا يحتاج لأن يبرر كينونته أو ماهية وجوده داخل وسط اجتاحته الإفتراضية بكافة مناحيه، و أضحت الإنتهازية أسمَى أهدافه.
لماذا نكتب ؟ سوف يجيبنا الشاعر، أن فيض أحاسيسه أو آلام مشاعره جعلته يتقن القافية و يجيد الوزن، و يقول الصحفي و الموثق ؛ أكتب لكي أنقل المصداقية بشكل أو بآخر إلى شريحة معينة من المجتمع … كثيرة هي الأجوبة. لكن، لماذا لا نصارح أنفسنا و نفتي بالحقيقة . أليس فينا من يكتب لأجل أن يقال عنه ” كاتب ” أو ” مثقف ” ، فنحن بالأحرى في زمن قلّ فيه وجود المثقفين و الناس الواعين.
بجملة أخرى، أنا شخصيا بعدما نشرت أولى قصائدي و وثقتها، تعرفت على العديد من الشباب العربي الموهوب. أغلبهم صرّح لي بأنه باع مقالاته السياسية أو قصائده الرومانسية مقابل مصلحة معينة.
لقد أضحينا في زمن استوجب على الأغلبية منا الانسحاب، الانسحاب من منصة المعركة لأن المنافسة لم تعد شريفة، لأن الأيادي الخبيثة مدت صواعها و لم تؤد زكاة المستضعفين ، ليس فقط لأنها سرقت منّا أحلامنا، جهودنا و آمالنا، بل لأننا لم نعد نستطيع … لا نستطيع أن نلعب دور الذئب و نخدع الصاحب و الصديق، لا نريد أن ننافق أكثر مما لا نطيق، و لأن الإنحلال الأخلاقي المتفشي حاليا أصبح معدٍ بشكل سريع.
صدقت يا إبراهيم طوقان، عندما قلت :
ومن العجائب إنْ كشفتَ قدورهم
أنَّ الجرائد بعضَهنًّ غطاؤها
كيف الخلاص إذا النفوس تزاحمت
أطماعُها وتدافعتْ أهواؤها
لا بد من نهاية لهذا الجشع و الطمع، و لا بد من بداية جديدة تحمل في طياتها سعة الصدر و الإحترام و التقدير.

إقرأ أيضا:أمنية الصدفة، بقلم : فلك عبد الرزاق لحلوح

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
إليه بقلم:عبدالعزيز سامر الزغبي
التالي
مُحَمّد، بقلم: رند قنب”قصة نثرية”

اترك تعليقاً