منوعات أدبية

جُثةٌ حزينةَ، بقلم:رويدا سائر عيد، نص نثري.

جثةٌ حزينة..

هل سبق وسمعت بجثةٍ حزينة ؟
أيعقل أن يخلّد الحزن بعد موت صاحبه؟
نعم وبشكل لايطاق ، يمكن أن تدخل هذه الفكرة عُنْوة ، وتستقر تحت اللّفافة الثانيةَ عشرة من تلافيف دماغك .
نعم هو ذاته الّذي قدم استقالته منذ بضعة أيام ورحل ، ولكن صغار أحزانك تلّك غزت المكان، تعبثُ به كيفما تحب، كيفما تشاء .
هل سبق ورأيتَ جرحاً مُعَمِّراً ذو لحيةٍ حمراء ويأبى أن يكون نَدبة ؟
ذاك الجُرح منذ اثني عشرة شهراً بالإضافة لخمسٍ وعشرين يوماً ، يمتد ستةً وأربعين متراً .
رُهِس من قبل عدد لايستهان به ولا أجرؤ على نُطقه أمام نفسي فأذرفُ ملحاً، يتسلل خلسةً، ويهيجُ بقايا دمي الملتفة حول جرحي ، تعانق ضمادي القديم.
و كفُ يدٍ لستُ أجهله، خطوط ، عقدة، وبحار كنتُ رُبّان سفينتها ، هِضاب ، تلال ، وجبال كنتُ أول من يصعدها .
وبضغطةٍ واحدة ، جرت أحزاني من جرحي المتكبر وغدا نَدبة تعيدني جثة كلما تحسست قلبي ووجدتها .

أغلق النافذة فأنا جثة حزينة تحب الغرق بصمت .
??
رويدا سائر عيد.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كتاب إرجوحة الهلاك
التالي
ملكةُ الخيال ، بقلم:بديع أحمد البكور

اترك تعليقاً