Funny

نص نثري بقلم هنادي خليل الكومي

((طيف عُصفور))
عُزلتي لم تكن تعني لي إني لا أشعر بشيء، لكني قليل توضيح ما بداخلي وإظهاره للأخرين القربين البعدين عن قلبي.
كانت (أُمي) تُداعبنيِ بأناملها الرقيقة كل صباح
لكن كانت تصيبني حالة من الهيجان حينما تلامسني
لكنها لم تفهم لما أنا هكذا، نظرت لي بإستغراب كعصفورة بعش أطفالها وتُتمتم لقلبها ماذا أصاب طفلي!
هل يا ترى لا يحبُني. أم يشتاق لوالده. أو لم أعطيه الحنان الكافي، كانت عيوني تركز على بؤرة واحدة بتحديق العميق دون الإلتفات إلى اي تجاه،لم ألفظ اسمها بعد
مسكينه( أُمي) كان الفضول ينهش أحشائها لماذا أنا هكذا؟
وفي أحد الأيام قررت عرضي لطبيب لتفسير وضعي
شرحت لطبيب حالتي اليومية..
في هذه لحظة أسمع خفقات قلب (أُمي) ونار تمشي بجسدها الهزيل بسبب التفكير المفرط.. وتركز بشدة إلى ما يجيب الطبيب
بين غصة الكلام أخبرها إنّي مصاب (باضطربات طيف التوحد)
أخذت نفسًا عميقًا ودموع تندثر على وجنتيها، وقلبها كما سهم نغرس فيه، قالت الحمد الله لم تنطق بعدها بأي شيء سوا أنها قادرة على معلاجتي بأذن الله
الطفل التوحد بدأ يكبر وهو ما زال محصوراً بين عالمه وفي عينيه بريق ذكاء وفي وجهه حكاية خاصة
كان يسير ويسير بلا توقف عندما تقف أمامه عثرة ما يقف عن المشي ولا يتحرك أبداً ولو طال الوقت حتى يميطها أحدهم من أمامه، وإذا لمسه أحد تصيبه حاله من الهستيريا
صوت (أُمي) الحنون يناديني لكني لا أستجيب أعذريني..
لم تيأس جميلتي من طيفي كانت كل أسبوع تصطحبني في نزه ولم تخجل من طريقة سيري على أطراف أصابعي
كانت تراني بقلبها أجمل طفل
أحُب الدوران في الحديقة وحركاتي المفرطة والتأرجح حول نفسي وحركة الأجنحة التي تطلقها جنحاي، تماماً كعصفور صغير يحب طيران في السماء دون الوعي ماذا يفعل غير أنه سعيد جداً بحالته الخاصة
(أُمي) ذات الضمير الحي والقلب نابض، ما زالت تشكر الله على ما اعطها،واستمرت بالبحث عن ألف طريقة لعلاجي لم يجلس معها اليأس ولو مره
مع انه علاجي معقدوطويل ولم يعرف سبب مرضي حتى هذه الحظة.

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم شيماء حمدك

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم سارة الجعفري
التالي
نص نثري بقلم سندس الحاوي

اترك تعليقاً