خاطرة

دفن القلب، بقلم : سيف الدين عامر العطيات

ثم يحدث أن تتغير نظرتك لكل ما هو جار حولك ، كل الأحداث تتكشف وتبلى السرائر ، الألم شديد ، كطفل رأى العالم لأول مرة فأجهش بالبكاء ، لم تختر أن تكون في أي من هذا ، بل ستجد أنك لست إلا مجرد جندي في رقعة شطرنج تلعب بها الحياة كيفما شاءت ، يدق ناقوس الخطر بداخلك معلنا موعد اقتراب الموت ، موت القلب ، لا تعلم كم من المرات التي دفنت فيها قلبك داخل مقبرة روحك ، وهنا تجد الجلاد بانتظارك ليقتلع رأس مشاعرك ، ليجردك من أي شعور قد تبقى لديك ، تتلبد رويدا رويدا ثم تفيق وقد حرمت من الإحساس وحتى من الشعور ، ما ذنبك ؟ ذنبك أنك خضعت لطيبتك ولم تبال بشيء غيرها ، ذنبك أنك ظننت أن الجميع يشبهك ، يشبه قلبك ، أغلقت عين عقلك وخضعت لمشاعرك ، أتسرك حالك الآن ؟ ليتك لم تلفظ نفسك ، ليتك استمعت إليها ، ألم تنادك ؟ لمَ لم تلبِّ نداءها ؟ أي مجرم أنت الذي عليه ؟ أي قسوة قد غلَّفت قلبك ؟ أصعقت بكمية الأقنعة التي كانت محاطة بك من كل فج تنظر إليه ؟ لا تتعجب يا عزيزي فهذا زمن الأقنعة ، كم من المرات التي تعرضت لصفعة خذلان كادت أن تشطر قوتك إلى نصفين ؟ كم من المرات التي أغمضت عينيك وقد اغرورقتا بالدموع وظننت أنك انتهيت وأن كل شيء قد كسر داخلك وأنك ستموت جراء تلك الكسرة لتجد في الصباح أنك أصبحت أقوى وأنك لم تمت؟ عندما تظن أنك لم تقوَ على الاحتمال عندئذ اهرع لنفسك واحتضنها ، صدقني لن تخذلك ، كفاك دفنا لروحك وتلويثها بغبار الماضي ، استفق من سكرتك وانظر إلى نفسك ، تأمل قلبك جيدا ، كفاه ما تجرعه من كؤوس الألم ، دع الماضي منسي وابدأ بحاضرلك فهو بين يدك ، كن لنفسك كل شيء عزيزي .
الأردن

إقرأ أيضا:لقاء،كفاح السعود

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
فوائد شرب الكثير من الماء
التالي
لحظة سكون/بقلم:فوزي رسمي محمد(مصر)”نصوص نثرية”

اترك تعليقاً