_-*(جُرْحِي )*-_
يَا أَوَّاه مِن جُرْحِي وآهٍ مِن آهاتي المنسكبة الَّتِي تَلْتَهِب مَعَ كُلِّ نَسَمَةً مِنْ نَسَمَات بِلَادِي ، تُغَني وَتَشْدُو بِي إلَى عَالَمِ الْأَحْلَام الجامح .
وَمَع عُصْفُور بِحَجْم الْوَرْد يتوه لِيَأْتِي إليَّ ويملؤُ قَلْبِي أريجًا وفرحًا آتياً لِي بشيءٍ مِن ربوعها، فَهَل يُمْكِنَنِي أَنْ أصُدَّه ؟ حاشايَ فَأَنَا متيمٌ بها حد الجنون وإن بالعشبِ الَّذِي عَلَى ضِفاف طَرِيق وَطَنِي .
وَطَنِي
وَطَن السَّلَامُ وَإِلَيْهِ السَّلَام، مِنْه السَّكِينَة وَإِلَيْه، إنْ كُنْت قَدْ خُنْت حبيباً فَقَد خُنْته مَع بِلَادِي ، وَالِلَّه لَوْ مَا أَخْرَجُونِي مِنْك قهراً وغِلّاً مَا خرجتُ لَوْ عَلَى حِسَابِ بَيْتِي وَمَالِي وَأَهْلِي وَنَفْسِي .
أأقل نَفْسِي ؟ لَا وَاَللّهِ . فَقَد أغرتني الحياةُ وَخَرَجَتْ مِنْ بِلَادِي فَعَلمْتُ أَنّ نَفْسِي لَيْسَت أَبِيه،وَلألعنة مرتًا وألفًا على مل يُصِيبَنِي من تَأْنِيب الضَّمِير الْجَارِح ، كَيْف لِلَحْظِه أغراني بِهَا الشَّيْطَانُ وَتَرَكْت بِلَادِي مِنْ أَجْلِ شهوة حب الدنيا بحلتها الرديئةِ وكسوتها المفتنه .
فَوَاللَّه الْمَوْتِ عَلَى ثَرَى بَلَدِي أَشْرَف وَأَعَزّ لِي مِنْ بَقَاءِ نَفْسِي مَعِي دُون نَخْوَة ترمقها وتسكنها.
سُدًى الْحَيَاة وَثَرَاهَا إنني أقسم بأن عَزْف مُوسِيقَى الطُّيُورِ عَلَى مسمعي فِي بَلَدِي أَجْمَلُ مِنْ أَيِّ جيتار أَو أعزوفة جَمِيلَة ابتلعت من الجيوب الكثير، لَن أَكْتُبُ عَنْ بِلَادِي أَيْ كَلِمَةً مُبْتَذَلَة بَل سَأَكْتُب قَهْرِيٌّ لَرُبَّمَا الْأَوْرَاق تَمْتَصّ عَذَابِي الدَّاخِلِيّ الَّذِي لَمْ يقدّره أَيْ مَخْلُوقٍ .
هَيْهَات عَلَى حُلُمٍ اِنْطَفَأ بَيْن الْحَرْب وَالسَّلْب وَالنَّهَب اللَّهَ اللَّهَ عَلَى فكرٍ انْقَضَى بَيْن الْأَمَانِيّ والطموح وَلَمْ يُشْهِدْ سِوَى القصف .
كُلّ الثَّوَانِي وَالسَّاعَات وَالْأَيَّام وَالْأَشْهَر الَّتِي لَمْ أُفَكِّر عَن طريقاً لِلرُّجُوع إليكِ هِي سُدًى وَكَذَّب .
كُلّ حَيَاة الْمَدِينَة وَالشَّهَادَات وَالْأَمْوَال الَّتِي أَسْعَى جاهداً لأحققها كَانَت فَقَط تشعبات للأحلام وَإِنَّمَا أَسَاس الْحِلْم لقياكِ ، أنتِ الْيَدِ الَّتِي تُمَدُّ يَدِهَا لتطعم الْجَائِع وَتُمَدّ يَد الْوَدَاع لِكُلِّ مُسَافِرٍ تَبْكِي بِصَمْت هادئٍ حَتَّى الْأَصِيلُ فِي رُباكِ نُعَيْم ، وَصَوْت الطِّفْل يَشْفِي كُلّ غليلٍ ، وجدائل الْيَاسَمِين وعطره يَصْنَع الْمَجْد .
وتبصري إلَى غيماتك اذوب هَكَذَا وَكَان شَيّ لَمْ يَكُنْ أُمِّ أَنَّ المأذنه فِي سَمَائِك تَرَعْرَعَت كُلّ مصطلحات الْفَخْر والعلياء وَبَرَاءَة شُعَبِهَا لِوَحْدَة فَخْر والديم عِنْد تذبذبه يَغْسِلُ كُلَّ هَمْسَة شَيْطَانٌ
كفكفت دُمُوع صَنَعَهَا الْبَشَر وَلِقَاح بساتينك لَه مَذَاق خَاصٌّ وُضِعَت كُلّ الأَبَجَدِيَّة وَلَكِنَّهَا تَلاَشَت
مكفن بِالْخَوْف كُلّ أَجْنَبِيّ يُرِيدُ نَزْعَ شَوْكَةٌ مِنْ رباكي
اتلوع مِئَة بَل أَلْف بَل مِلْيُون بَلْ مَا لَا يُقَاسُ بِأَيّ قِيَاس بِشَرَّي هافِت تَافِهَة مِنْ كُلِّ مِنْ دَسْت قَدَمَيْه الرَّدِيئَة ووباء الْخَوْف
قَدَمَيْه المدنستين يتخبطان عَلَى ثراكي لَا تخابط فُؤَادِي وَعَقْلِيٌّ كَيْف اجْلِس وبلادي تنهك وتتنهد وتستطلب مجاهدتنا
لَوْلَا الشُّيُوخ الرُّكَّع وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ لَصُبَّ عَلَيْكُمْ كُلّ الْقِتَال نَحْن نصمت حِمَايَة لابنائنا كُلّ الرِّيح جُهَيْم وعدوي يَتَخَبَّط ببلادي أَيْنَ يَا تُرَى ذَهَبَت الرِّيح الميسوه
• لُقْمَة سَائِغَةٌ نتمناها كمنى ملذذ نناله وَلَكِن لِرَبِّنَا حُكْمُه وسيجعل لَنَا خَيْرًا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ سنحارب لِكَسْب الدربين الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلَنَا يَسَّر بَعْد عَسُر
أَوْفَى مِنْ سومال لِكَي يَا بِلَادِي وَلَكِن صَبْرًا جَمِيلًا
نتجول بَيْن إرْجَاء دَمار سَلْب حَالِي واحوالي
تَهاتَف لِكُلِّ مَا يَقُولُونَ عَنْهُ مِنْ نُصُوصِ كَاذِبَةٌ تنصها معاهداتهم وَلَا تنصه قُلُوبِهِم وَأَعْمَالِهِم
نَقِيض لِلْعَادِيّ هَذَا سَلْبٌ نَهْب دَمار
حَلَم جَامِحٌ أَقْعَد وَأَصْبَح سَرَابٌ أَدْرَاجَ الرِّيَاحِ
أَصَالَة التَّعْبِير
وَإِشْرَاقٌ الْعِبَارَة
منغمسه بحبك
كابدتها الْحَيَاة وَلَكِن سنبقى نحبك
أَفَاق أَرْحَب
كَامِنَةٌ بِك
نَفِيسَةٌ هِيَ كُلُّ اوصافك
سَخِيَّة الْحَيَاة ببياراتك
بَزَغ الْجَمَال مِنْك إلَيْنَا فَهَلْ مِنْ نَجَاةٌ
سَفِيه مِن نَسَى فَضْلِك عَلَيْنَا
يلهمنا كُلُّ مَا بَرَع مِنْك
يَصْدُرُ مِنْ سِرَاجٌ وَاحِد سِرَاجٌ فَضْل وَحُبّ
مِنْ ظُلُمَاتِ أَليْل تَبْزُغ الجمالك
سنبقى عَلَى أَمَلِ إلْقَاء فِلَسْطِين ?
لِلْفلسطيني المُشتاق : عَمَّار داهود غَرِير
يَقْطُن : بِالأُرْدُنّ الْحَبِيب .
Comments
0 comments