Funny

نص نثري بقلم سارة شقيف

كان المكان طافحاً برائحة الموت وأدركت أن لا مفر هذه المرة وأن عليَّ أن أكتب لأمنح الحياة لهذا النص من بعدي .
بعد حين من التأمل غير المجدي بكل ماهو حولي أدركت أن الذكريات الجميلة قاتلة ككل الأشياء التي لم نحصل عليها ..
وأن لها يد قاتل تفتك بالحاضر والمستقبل ..
هذا الوجه ليس ليَّ ..
بل لكل من مروا وتركوا بعضاً من أنفسهم فيَّ ..
لم يبقى شيء يستحق الكتابة أكثر ..
طال الموت مشاعري وأحيانا أقلامي ..
ليس كل مايمشي حياً…
أما عني فأنا أعيش بنصف إنسان ..
أرتبه في الصباح .. أغسله .. وأبثُ فيه بعضاً من التفاؤل بأنه سيكتمل ..
أعيش بما تبقى لديَّ .. ببعض من اللاشيء ..
وبعض من الحنين إلى ماضيَّ المفقود ..
ولست بنادمة على هذا الحنين ..
فما دمت كومة عظم ولحم سأحن ..
إلى الصباح المعطر برائحة الخزامى ..
والليل المرسوم على مزاجي ..
سأحن إلى النجمة التي اعتادت أن تسهر معي ..
وإلى نفسي أيضاً ..
إلى أصدقائي الذين خذلوني ..
والذين خذلتهم أنا أيضاً ..
ولأن النهاية لذا البوح تقريباً مستحيلة
قررت أن أصمت ..
حتى يكون الصمت ولو لمرة رمزاً للنهاية ..
سأصمت حتى يحين موعد البوح مرة أخرى ..

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم رهف الحسنات

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم نعيمة معيزة
التالي
نص نثري بقلم دانية راعي

اترك تعليقاً