Funny

نص نثري بقلم نانسي محمد الكسواني

ركام الذكريات

تزهو الحياة بأزهارها، وألوانها، وتتعالى أصوات الأفراح بكل زواياها وأركانها، تتلألأ ابتهاجاً يا لها من حياة.
تطايرت ورقة الذكريات، انقلبت الموازين، وانطفأت الألوان بهتاناً، وَدُقَّتْ أجراس الأحزان والدموع، وتناثر الرماد على الأرض؛ لِيمحو ما كان جميلاً بالأمس، رياح عاتية كسّرت أغصان الأشجار، نوافذ البيت، فوضى عارمة أصابت كل ما هو موجود، تناثر الزجاج بالأرجاء، تشوشت الأذهان، وتعالت الصرخات، العاصفة لا تهدأ وكأنها تقول لن تنفذ طاقتي، سأجعلكم ترون.
نقف وسرعان ما نسقط متأثرين بركام الزجاج، عقبات تلو الأخرى أصبح المكان مظلم وبارد جدا، وما زالت العاصفة مستمرة، والصوت يخفت مع مرور الوقت، لم تعد الصرخات تعبر عما بداخلنا بوضوح، اجتاح البرد أجسامنا، وعصفت الرياح أذهاننا، فُتِح الباب وسرعان ما نخرج ظلام حالك أين الطريق؟ أين الوجهة؟ اصطدام وارتطام بين الحين والآخر، لا يوجد سوى صوت الأنين المتعالي، نشفت الدموع واجحظت العيون بكاءً، أصبح الزحف هو الخيار الوحيد للخروج من عتمة الظلام وقسوة البرد وكأننا أضعنا الاتجاه الصحيح، تخبط بين المسير قدماً أم الاستسلام؟ الخوف من عودة الصباح مرافقاً للعاصفة من كل مكان؛ لِتمحو ما تبقى
كلاهما أصبح صعباً المسير بالظلام دون وجهة محددة وانتظار الصباح للوقوع أمام العاصفة فما الخيار؟!
يا له من كابوس لا ينتهي أود الاستيقاظ منه وإكمال المسير.

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم منتهى عطيات

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم بدر أبو ندى
التالي
جوعى الحب، بقلم: إيناس حايك “نص نثري”

اترك تعليقاً