خاطرة

الظاهر والباطن بقلم نور جواد

الظَّاهِرُ والبَاطِنُ

هل جَرَّبتَ يَومًا أن تَغوصَ في نُفُوسِ الآخَرينَ؟
هل تَطمَحُ لِمَعرِفَةِ ماذا يَقولُ عَنكَ هَذا وذاكَ؟
تعالَ معي لِنَكتَشِفَ سَوِيًّا بَعضَ الأُمورِ الَّتي كُنَّا نَجهَلُهَا
إربِط حِزامَ الأَمانِ فَنَحنُ عَلَى وَشَكِ الإِنطِلاقِ في رِحلَةٍ عبرَ الكَواكِبِ لِنَعثُرَ عَلَى كَوكَبِ الأَرضِ وَنَرَى سُكَّانَهُ ماذا يَقولُونَ عن أنفُسِهِم لَنا
أنظُرُ حَولَكَ جَيِّدًا سَتَرى الوَسيمَ وَالقَبيحَ، الغَنيَّ وَالفَقيرَ، المُتواضِعَ وَالمُتَكَبِّرَ، اللَّطِيفَ وَالقَاسي، الصَّحِيحَ وَالسَّقيمَ
النُّفوسُ البَشَريَّةُ أنواعٌ مُختَلِفَةٌ :
فَقَد تَجِدُ الذَّكِيَّ لَكنَّهُ فَقيرٌ، وَالغَبِيَّ وَهو غَنِي
وَهُناكَ الجَميلُ المُتَواضِعُ وَالقَبيحُ المُتَكَبِّرُ
وَهناكَ من يُشبِهُ الماءَ نَقِيٌّ من الدَّاخِلِ وَالخارِجِ
وَشخصًا كالبَالونِ مُنتَفِخٌ من الخارجِ وهو من الدَّاخلِ فارِغٌ
البَعضُ رَائِحَتُهُ جميلةٌ لكن في الواقعِ مُرُّ المَذاقِ كالرَّيحانِ
يا صديقي ليسَ الجميعُ طَيِّبونَ وأيضًا ليسَ الجميعُ أشرارًا
لا أحدَ سَيِّءٌ بِفِطرَتِهِ هُنالكَ ذرَّاتٌ من الخَارجِ بَدأت تَدخلُ إليهِ عبرَ عِدَّةِ وَسائِلَ مما أدَّى إلى سَقلِ شَخصِيَّتِهِ بِطَريقَةٍ سَيِّئَةٍ
فَقَليلٌ من ذَرَّةِ التَّكَبُّرِ مع جُزيئينِ من الكُرهِ وأُكسيدِ الغَضَبِ والحَسَدِ يَخرُجُ لكَ عُنصُرٌ شِرِّيرٌ ضارٌّ بِالمُجتَمعِ ليسَ بِالضَّرورَةِ أن يكونَ هُو من اختارَ ذلك، فالمُحيطُ الخارجيُّ هو السَّببُ العَائلَةُ والأصدقاءُ والمجتمعُ والظُّروفُ القاهرةُ الَّتي تَكسِرُ الظَّهر لها دَورٌ كبيرٌ ومخيفٌ في جَعلِ ألطَفِ إنسانٍ وحشًا كاسرًا، وعليهِ في المُقابِلِ العِراكُ مع كُلِّ هذه الظَّواهِرِ لِيعودَ طاهِرًا مُطَهَّرًا كالعَصافيرِ
يا صَديقي النُّفوسُ أسرارٌ فلا تبحث في داخِلها هذا ليسَ من شأنِكَ لكن إنتبه في انتِقاءِ التُّفاحاتِ ذاتِ الطَّعمِ اللَّذِيذِ والمَظهرِ الجَميلِ.
ها أنا قد أخبرتُكَ فكن حَذِرًا وجَسُورًا وابحث عن صَديقٍ صَدوقٍ جميلٍ يُشبِهُكَ وترى فيهِ نفسَكَ وَتختَفي بَينَكُما الفَوارِقُ حَتَّى تَراهُ في مِرآتِكَ ويَراكَ في ظِلِّهِ، والآنَ هَيَّا لِنَعُودَ لِوَطَنِنَا

إقرأ أيضا:أُزهر كالسوسن بقلم عتاب عياش

نور جواد ابو خلف

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم اسراء عبدلله سليمان
التالي
زاهاك بقلم سارة الرهبان

اترك تعليقاً