خاطرة

أُزهر كالسوسن بقلم عتاب عياش

أَزْهِرْ كَالسَّوْسَن

ِإلَى اَلْأَرْوَاحِ اَلَّتِي تُشْبِهُ جُثَّةً مَاضِيَةً فِي نَفَقِ اَلْحَيَاةِ مُسْتَقْبَلاً دُونَ نَبْضٍ، إِلَى هَؤُلَاءِ اَلْأَبْطَالِ اَلَّذِينَ قَاوَمُوا بِبَسَالَةِ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى نُقْطَةِ اَلصِّفْرِ مِنْ اَلصَّبْرِ، إِلَى كُلٍّ مِنْ دَقِّ بَاب وِجْدَانِهِ ظِلَّ اَلْيَأْسِ؛ وَغَطَّى اَلشَّجَنُ عَلَى بَهْجَةِ قلبه اَلْمُزْهِرَةِ على حراشِف أعْوامِه الفُائِتة لَا تَخْشَى أَنْ تَمُوتَ لِأَنَّكَ مَيِّتٌ إِذَا كُنْتَ مِنْ اَلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَةِ اَللَّهِ، وَلَا تَهْوَى أَرْضًا قَائِلاً: “قَدْ تَعِبَتْ وَذَبَلَ كُلُّ أَمَلِي بنَار الأسَى” بَلْ قِفْ بِقُوَّةٍ وَحَلَّقَ بِعَزِيمَةٍ وَأَنْسَى أَنَّكَ ضَعُفَتْ زَمَنًا مَضَى، تَصَدَّى لِكُلِّ مَا يُؤَرِّقُ صُمُودَ يَقِينِكَ أَنَّ اَلْغَدَ أَجْمَلَ، اِسْحَبْ مَعَكَ أَمَانِيَكَ فِي جُرُعَاتٍ مُضِيئَةٍ بِالْأَمَلِ فقط، كُنَّ ذَلِكَ اَلَّذِي يَسْقُطُ فِي اَلْمَاءِ لِيَسْبَحَ لَا لِيَغْرَقَ، خَدٌّ بِأَحْلَامِكَ إِلَى ضَفَّةِ اَلْوَاقِعِ اَلْمَشْرِقِ وَكُنَّ وَاثِقًا أَنَّ اَللَّهَ لَا يُخَيِّبُ ظَنَّ اَلصَّابِرِينَ اَلْمُتَفَائِلِينَ بهِ، رُبَّمَا تَكُونُ مَا تُرِيدُ فِي يَوْمًا مَا مِنْ أَيَّامِ حَيَاتِكَ اَلْهَنِيئَةِ؛ وَيَكُونُ لَكَ رُوحًا مَحْشُوَّةً بِنَبَضَاتِ اَلْحُبِّ وَتَرَاتِيلِ اَلْغِبْطَةِ دُونَ أَيْ مَشَاعِرَ أُخْرَى تَشُوبُ نَقَاءً مَابِقِىْ بِالْعُمْرِ.
صَدِيقِي دُمْتُ طَمُوحًا ومع الحَياةِ مرِحًا…

عتاب عياش
من الجزائر

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خيبات بقلم رزان ناجي
التالي
إنهاء أنفاسي بقلم يارا الزعبي

اترك تعليقاً