خاطرة

النص: تخرج شهيد بقلم خلود عبد الصمد أحمد

تخرج شهيد.
خرج من الباب وأمهُ تسجد لبارئها خرج مسرعًا لكي لا تمنعه ،خرج متحمسًا كحماس الطفل للرحلة، خرج من غير إفطار، فإنهُ مشتاقٌ للمحاربة كشوق الكبريت للنار، ولكن رحلته تلك كانت مختلفه قليلًا ،فتلك الرحله مصيرها الموت، والعار في حالة الصمت، أنهت أمهُ الصلاة وهي تعلم أن ابنها رحل، انفاضت الدموع كقطرات نهر النيل لأنها عرفت برحيل وحيدها، رحل كما رحل حبيبها ،رأت رسالةً کان مكتوب عليها أمي فتحتها : غاليتي في اللحظة التي ستقرأین بها رسالتي ساكون خرجت يا أمي لأدافع عن وطني سأمشي على نهج أبي وأجعلك فخوره بي … أتذكرين يا أمي؟ عندما هرعت إليكِ بالصف السادس لأحدثكِ عن عشقي لفتاة وخوفي أن أفقدها أخبرتيني أنني اذا أحببت علي أن أتحلى بالرجولة أولًا،يجب أن أتمسك وأن أدافع عن حبي … وهذا ما فعلته يا أمي فحبي أصبح وطني حين كبرت … في اللحظة التي تقرأين بها الرسالة ستكون رصاصة قد اخترقت ظهري أنا اعلم انك ستشعرين بها .. شعرتي بي في بطنك قبل أن أبعث للحياة ألن تشعري بي الآن؟
قلت ظهري لأنني أعلم ان العدو جبان لدرجة أنه لن يواجهني … غاليتي..لا تحزني امسحي دموعك الغالية فأنا لا أريد أن أبكيكِ وأنزل نهرًا على خديكِ، ولكن أريد إرجاع الوطن إليكِ… سأرحل ولكن إلى مكان أفضل لم أكمل دراستي ولم اتخرج كما حلمت، ولكنني سأتخرج اليوم بشهادة شهید یا أمي … بأعلى المراتب مع تقدير من الله عز وجل … اخرجي واصرخي وزغرطي ابني شهید وافرحي يا أمي بتخرجي …

إقرأ أيضا:طريقة عمل البرياني باللحم

#خلود_الهاشمي♥?

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حبٌّ واحتلال : بقلم آلاء عبد الجبار كايد
التالي
ملامح نسيان : بقلم منى صامد المشاقبة

اترك تعليقاً