خاطرة

حبٌّ واحتلال : بقلم آلاء عبد الجبار كايد

حُبٌ و احتلالٌ
أتَعَلمُ ما معنى أنْ يُحِبكَ قلبي؟
أنْ اُحِبك يعني أنّكَ استطعتَ تجاوزَ كُلِّ الحواجِزِ و الصُعوباتَ و كُنت قادِرًا على تخطي جميع العثراتِ وصولاً إلى قلبي، يعني أنّك سَكبتَ الطمأنينةَ في أجوفِ روحي و وهبتني السعادةَ و الأمنَ في آنٍ واحد ثُمَ انتشلتَ الهمَّ و الخُوفَ من بينِ ضُلوعي و سلبتَ قلبي و اتخذتَ مِنْ نفسِكَ فؤادًا لي، حتى إذا أقتربَ منّي شَجَىً رَميتَ بهِ بعيدًا عن مُهجتي، وإنْ اضْطُر الأمرُ حملتَ عنّي المآسي في وسطِ قلبِك حتى لا يُصيبني الكدرُ يومًا، أن أُحِبك يعني أنّك استطعتَ احتلالَ وجداني و فِكري و بضعًا من عُمري.
فأنا الفتاةُ اللتي لمْ تستطِع أن تُغرَمَ بأحدِهم يومًا ولمْ تُعجب بأحدِهم حتى، كُنتُ الوحيدةَ التي لا تُؤمِنُ بالحُبِّ و العشق، و لطالما سكنني الخوفُ من أن يرق لأحدهم قلبي، إلا أن جئتَ أنتَ فَهامَت بكَ عُيوني و تعلقتْ بكَ روحي و وهنٌ أصابَ لساني فما عاد يستطيعُ أن ينطقَ بشيءٍ سوى حُروفِ اسمِك.
مُنذُ قُدومِكَ إليَّ و أفكاري مشوشةٌ و ليلي نهارٌ، مُنذُ إتيانِك و نبضاتٌ قلبي مُرتبكةٌ و روحي تائهةٌ، مُنذُ أن رأيتُكَ لأولِ مرةٍ و أنتَ رفيقُ أحلامي و تفكيري، كيفَ تَمَكَنتَ مِنّي و مِنْ نفسي و أرغمتها على التَتَيُّمِ بكَ بعدَ سنينٍ مداد مِن رَهبةِ الحُبِّ و الصبا؟ كيف تسللتَ برويةٍ إلى عُمقِ القلبِ جاعِلاً مِنهُ دارًا لكَ دُونَ إرادةٍ منّي؟ يا لكَ من لِصٍ مُحترفٍ، إسترقتَ منّي ذاتي و قُمتَ بالاستيلاءِ عليها فباتَ فؤادي سجينًا لروحِكَ و هنيئًا لوجداني السِجنُ السرمديُ ما دمتُ برفقتكَ، يا حُلمَ السنينَ و يا مُنى الروحِ و العينِ و يا دعواتي في جوفِ الليالي.

إقرأ أيضا:“السلامُ عليك يا حبيب” بقلم سجى ياسر روابدة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم لينا عماد هلاله
التالي
النص: تخرج شهيد بقلم خلود عبد الصمد أحمد

اترك تعليقاً