أنا مصابة بتعب الأيام الثقال، الألم تكدس في داخلي، كأنّه ظالمٌ يجوع ولا يجد وجبة مناسبة غير وجداني، فيعبر إلى خاطري ليستقر بفؤادي، فاستنزفت نفسيًا وجسديًا حتى قلَّ عزمي وضعفت قوتي وانكسرت عزتي وضاق اختياري، فهممتُ بالحديث عمّا في خاطري رغبةً بتخفيف إزدحامه لكن وفي كل مرة أفصح بها يكون السبب تافهًا بينما هو يمزقني، فكلامي حينها لا يتحدث عن بكائي بشدة، ولا عن تحديقي بالحائط، ولا عن حواري بمُخيلتي، ولا عن إلتصاقي بمخدتي، ولا عن خوفي بنومي، ولا عن إحباطي بملاذي. فيبقى ندبة في قلبي.
أذكُر أنَّهُ خدشتني عصا خشبية في يدي منذ تسعة أعوام ففقدت الكثير من الدم حينها، والآن موجودة في يدي على شكلِ خطٍ عريضٍ يلفت انتباه من ينظر لها، ومن ذاك الوقت حتى اليوم كلما نظرتُ إليها تذكرتُ تفاصيل إصابتي بها وحجم الألم الذي أصابني، فما بالك بالذي بخاطري؟
ما أكثر ما في خاطري من لومٍ وعتابٍ..
لا تسألني عني ..
إلمس مُهجتي، لتحرقك نارها وتبقى ندبة على يدك؛ لتتذكر إهمالك لي وبعدك عني، لتتذكر أنك لم تفتقدني لستة أيام على التوالي ..
لا تسألني عني ..
إقرأ عيني، لتلسعك عباراتها وتُخلد في خاطرك؛ لتتذكر كم من عتبٍ لم أخبرك به حينها ..
هذا التعب تعدانا، فتملكت مني الاحتمالات والتساؤلات، فما لقيت إجابتي وما لقيت طمأنينتي..
إقرأ أيضا:قصة سيدنا ابراهيمفارحمنا يا الله، ها أنا ادعو وقلبي يرتجف ارحمنا من ثقل الأيام وثقل ما نشعر..
Comments
0 comments