خاطرة

سيناريو مدينتي بقلم مي محمد علاونة

سيناريو مدينتي
ثمة كآبةٌ من غسق، مصنوعةٌ من أتعاب وكراهيَات مُصطنعَة
ضجر،
ألمٌ يشبه شهيقًا محبوسًا أو حقيقةٌ مدركَة، يتمدّد في الروح الشّاردة هذا المشهد المشكّلُ من تخيلات متتَالية، كُثافات عالية،
تناقُضات، مثل جدرانٍ تفصلُ بين طرقٍ خالية، إفتراضات،
مثل بركٍ قديمَة بلا مضخّة حية، الجميع ينشبكُ بئيسًا في الأسمال الكئيبَة لأحاسيسِي المُلتبسة،
اللا طمأنينة تملأ فؤادي مضطربا، دخان سجائري يملأ المكان كعادته و أنا جالس لوحدي أحتفل غضباً بنهاية مسرحيةٍ سحقَت كلّ من كان جميلاً في عالمي، تعثرتُ ثلاثمائة ألف مره، واصطدمتُ بعشرة حوائط، وسقطتُ في مئات الحُفر، على موعدٍ دائمٍ كلَّ مَسَاءٍ مَع سُقوطٍ عنيفٍ في بئرِ غيابِك، الحياةُ بهذا الشَّكلِ أشبَهُ بفواصلَ إعلانيّةٍ تَتَخَلَّلُ مُسلسلَ الأَلمِ الكَبيرِ، أو كأنَّها نقاهاتٌ متتالية، لتحترق جميع التواريخ من قبلك و لتكن أنت تاريخ بدايتي ونهايتي،
موسم الزهر والصنوبر في روحي، لِتمُت كل الحكايات و لتبقى أنت مجد حاضري، أنشودة المطر و رائحة العطر وجميع فصول قصتي و لِتنطفئ أنوار مدينتي ويبقى وجهك قنديلي وكفك دليل بقيّتي وصراطي، لِتكن أنت الشوارع والطرقات وجُلّ اتجاهاتي،
لِتكن الوطن والانتماء وكل وجهاتي، خمسة و عشرون عاماً و أنا أنمو باتجاهك يا عزيزي .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كتاب فواصل
التالي
نص بعنوان “الضمير الغائب” بقلم رونسي ماجد سلمان

اترك تعليقاً