خاطرة

صرخة ألم في زمن الكورونا، بقلم:عمران أبو زريفه، “خاطرة”

خاطرة ( صرخة ألم في زمن الكورونا )

صرخة ألم…

مُنذَ طفولتي وأَنا أَبكي ،مُنذَ طُفُولتي وأَنا لا أعلم كيف أشكي ألمي ، مُنذَ طفولتي وأنا على يقين أنّ ذلك البُكاء لم يَكن عَبثاً.

صرخة ألم…

أستيقظُ الفَجرَ لِأروي جَسدي بِكوبٍ من الحليب ،ما إن ألبثُ قليلاً وإذ بِنَسيمِ الهواءِ المُتعطرِ بقطراتِ الندى قد هَبَّ ليَحملُ في طياتهِ ضجيجٌ مُتعارك مع والدي.

صرخة ألم…

كُنت على يقينٍ تام أنني سألبسُ الثَّوب الأَبيض، ذاك الحلم الذي تَحلِمه كُلِ فتاةٍ ولكن لم أَكُن أَعلم أنَّ الثَّوب الأبيض هو كَفني وليس فرحَتي.

صرخة ألم…

مُتعاركة وتائِهة ، مُزدحمة ومتلاطِمة في آرائي ومُتشبّكة في أفكاري ولا أعلم أين أنا ؟! حنينُ المستقبل والوداع يجتمعانِ في آنٍ واحد ، أأقتله أم أغضِبُ ربي في عقوق الوالدين؟! والدي ما بك؟! فأنا فِلذة كَبدك !! وأنا وريدك وشريانك وأنا أبنتك التي تفديكَ بروحها، أنا طِفلَتُكَ ما إن كُنت تخسُ إلا ودموعي تَمدُّ نهر الفرات من خوفي عليك لِيَفِضُ النهرِ كأمواجِ تُسونامي.

صرخة ألم…

في منتصفِ الليل وأنا أخبزُ لك الخُبز لتروي جُوعك ولكن لم أكن أعلم أنّك مُتعطش لِشُربِ كأساً من الشاي المُرّ ،لحظاتِ الوداع تستقبلني بآهاتِ الأفراح عند والدي ،ما إن يلتقطني إلا وأذهَبُ مُسرعةً لِحنينِ المستقبل ولكن شظايا الوداع تلتقطني ما إن إلتقطني إلا وآهاتُ آلامي تروي شَرايني،صرخةُ ألم من كُلِ شُعيرةٍ في جَسدي لأرى ذلك المجتمع المغوار ولكن لسوء الحظِ كان في موعدِ غرامٍ مع توثيقي وأنا ألفظُ أنفاسي الآخيرة مع وداعٍ لتلك النملة الحائرة لِإنقاذي.

إقرأ أيضا:الموت, بقلم : مرام جمال الرفاعي “خاطرة”

صرخة ألم…

إلى المجتمع ،سامحوني فأنا قد أستغرقتُ من وقتكم من كُثر الجدل.

إلى أبي، سامحني فأنا لم يَهن علي إيذاؤك.

إلى أمي وإخواتي ، أترح وأفرح ، أَضحكُ وأَبكي مِن شدّةَ ألمي، آهاتُ العناءِ قدْ حَرقت قلبي.

إلى كُلِ فتاة ،حاربي بُكل قوتك لترتدي ثَوبَ الفرح.

عمران عبد الناصر أبو زريفه / الأردن

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رنوت إلى وطني، بقلم:عبدالرحمن فتحي إمنيصير، ” خاطرة”
التالي
حباقة، بقلم: ريم ماهر القباني، ” نص نثري”

اترك تعليقاً