” أُمة خارجة من الرِّق ”
لم تَكُن ليلة واحدة سعيّدة فَكَلَ يومٍ تعذيب، وعنف، وهلاك، ومشقة مُنذُ الصِغرِ.
فتاة تَبلُغ من العُمرِ خَمسَةَ عَشرَ عام، خَمسَةَ عَشرَ عام من العُنف والتعذيّب الأُسَريّ لم يَكُن لديها سِوى صديقة واحدة مِن الطبقة العُليا أي مِن الأثرياء لِذَلِك لا يسمَحُونَ لها بِالذهابِ عِندَ ذو الطبقة المُتدنية؛ خوفاً على سُمعتِهم، مرَّت الأيام المليئة بالضربِ والتعذيّب وجاء يوم ميلادِها السادِس عَشر في تمام الساعة الثانيةَ عَشر بعد منتصف الليل جلست بِجانِبِ نافِذَةِ حُجرَتِها رأت الشِهاب وتمنت أن تَتَخلص من هَذا الحال وأن تُحظى بيومٍ واحدٍ فقط سعيد وغُطَت بسباتٍ عميق.
في الصباح إستيقَظت مفزوعةٍ ؛ بسبب تلك المياه المسكوبةِ عليها من قِبلِ أبيها ثم صاحَ عليها وقال : أنتِ عِبىء تأخرتِ بالنوم بسبب إهمالُكِ.
وصفعها ثم أمسَكَ بيدِها ظنت أنهُ سوفَ يُفاجئُها بِمُناسبةِ عيدُ ميلادِها، باشَرَ بِها إلى حُجرَةٍ خارجْ المنزِل خالية تماماً مِن الأثاث و الطعَام وقالت : لماذا أنا هُنا؟
قال : هذا جزائُكِ ؛ لقد تأخرتي عَن موعِدُ إعطَائي التِرْيَاق ومِنَ الآن فصاعِداً هَذِهِ حُجرَتُكِ.
وألقى بِها أرضاً ثُمَ خرجَ فبدأت بالبُكاءِ قالت بصوتٍ مُرتَجف : لقد خابَ ظَني حتى يومُ ميلادي لم يَكُن يومُ ميلادٍ سعيد.
وقفت عند البوابة وأمسَكت بِها فقالت : هَذِهِ هيَ معاناةٌ عَتيقة.
بيد :شيماء علي القناهرة _الأردن
Comments
0 comments