خاطرة

الموت, بقلم : مرام جمال الرفاعي “خاطرة”

الموت..
لم يكن مؤذياً للذين انتقاهم أبداً، بل كان عذابه من نصيبنا نحن 
نحن أبناء الحروب، المكافحين للحياة، المقاومين له
يقتلنا بتأنٍ وباحترافيةٍ لم يتقنها مجرمٌ قط

في كل موت يباغتنا فجأة يأتي ويرحل بغفلة سارقاً معه نبضة من نبضاتنا لنغدو خاليين من النبض
لتنتكس الروح مرة أخرى، وتعجز عن العد…

لكن بقدر ما هو قاتل إلا أنّه منصف
فلأول مرة في تاريخ البشرية يتساوى جميع البشر بالمنازل وليس الأبدية

فجميع من رحلوا بقوا في أعيننا 
الراحة كانت من نصيبهم، وكان نصيبنا نحن لوعة نجترها بفقدانهم

من هول الشوق أصابنا الجنون 
فبتنا نبحث في وجوه الغرباء عمّا يشبههم 
أدق التفاصيل وأقلها أهمية _موقف، ابتسامة، لمسة لطيفة_
كافية لجعل الروح تكفهر فيتأجج الشوق لعزيز قد سرقته منا زحمة الحياة

ذلك الحنين المستكين بالجوف يأبى أن يدعنا وشأننا 
يهاجمنا بقوة ليثبت لنا مهما حاولنا المكابرة إلا أننا نحِن….

نحِن ونقاوم ونصطبر ألم الانتظار والنوى 
على أملٍ أن تشاء الأقدار وتجعلنا نتعثر بشخصٍ ينسينا مرارة الفقد 
فيعيد ما مضى من النبض، ويصل ما انقطع من الروح

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
وصفات طبيعية لتقليل الأنف
التالي
مدينة الأقزام, بقلم : بتول وائل خليل “نص”

اترك تعليقاً