خاطرة

بين جدرانها بقلم زينب أمجد عبادي

بين جدرانها من تكون
في الزاوية، وبين جدران النهاية، تبدأُ الحكاية….
دموعٌ كالسيلِ الجارفِ تشقُّ قنواتٍ بات أثرها على خدَّيَّ واضحاً لأيِّ عينٍ تُبصر، تنهيدةٌ بل تنهيداتٍ هي أشبهُ بصرخاتٍ مدوِّية لكن كُتِمَ صوتها، اكتسى الجوُّ بسوادِ كآبتي وحزني المتكرر، أجولُ ببصري في النواحي، فإذ هناك انكسارتي تعلَّقت كمشنقة، وقريباً منها خياناتٌ لا زالت تدكُّ سهامها في بدني، خيباتُ الأملِ كالجوارحِ تنقضُّ تنهشُ مني بقاياي من صمود، خذلانُ الأقربين ومُعاداةُ الأبعدين وماذا عن ميلانَ كتافٍ افتُرِضَ أنها سند؟! هي كلُّها صهاريجُ تُذيبُ مني أصلبَ أجزائي وأقساها بما رانت عليه الأيام_هو قلبي_، تنوحُ بجانبي الأحلامُ والأهدافُ فمنها قتيلٌ على أيدي الظالمين ومنها الباقي أقام العزاء، ثنيتُ ركبتيَّ وضممتهما إلى صدري قابضةً عليها بشدَّةٍ تتملَّكني خشيةُ الإفلاتِ كمثيلاتها التي تناوبت عليَّ ففرَّقتني، تتصاعدُ أبخرةُ نارِ القهرِ من جوفي ويكأنَّها بخَّرَت دمي وما لَحِقتُ سوى الدخان.
تعوَّذتُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم فما كُلُّ ما اعتراني إلا مُلابساتٍ منه، وكيدٌ حاكهُ لي قصصاً وأثواباً من لحظاتٍ مُرقَّعةٍ ومثقوبةٍ مُدنَّسةٍ قبيحة، استرجعت الأمل الذي يلهمني الصبر بآيٍ من القرآن، “واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين”، توضأتُ لأطفأ غضبَ عُصبتي التي هي نفسي وأقبلتُ على الله بصلاتي لعلمي أنه مُقبلٌ عليَّ فيها، بثثتُ له كافةَ اختلاجاتِ نفسي وهمومها ونُبتُ عنها ببوحي رغباتها في دعاء، واستسلمتُ لله موقنةً أن هذا الاستسلام الوحيد الذي أقبل به وما عداهُ فلا.

إقرأ أيضا:القدس عاصمتنا، بقلم: مها مقدادي’ نص نثري

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
يهمني كثيرًا بقلم زلفى سودة
التالي
بحث جاهز عن تسرب الاطباء doc

اترك تعليقاً