بَحْثَرَة وَجيد
عزيزي غصن الورد
اليوم أقف في ذلك المكان الذي تبادلنا فيه الضحكات واسترقنا خفية بعض من النظرات، في ذلك المكان الذي كان يوماً ما شاهد حب ومبعث فرح، وها هو يشهد على بقايا حطام ما كان بيننا الذي لطالما تعاهدنا أن يكون أبدي.
لقد أصبح قبر يضم أفراحي، أحلامي، و كل جزء مني تعلق بك، ويضم عهودك، وعودك، وخيباتي بك.
وجدت هنالك زهور سوداء حزينة فيها بعض من رائحتك، علبة سجائر فارغة، وكوب قهوة منسكب، لقد مررت قبلي و ألقيت السلام على قبر رقدت فيه سنين عمري.
إني أتوه بغيابك وبوجودك، أتألم في بعدك كما حضورك، كلي حنين لك ومقت، نهوج سيري تلوت وتداخلت، كالمتاهة أصبحت.
يضنيني حنيني ويخنقني الكتمان، أنهج تعبا واتَهَنَّف دَّنَفُا كلما سقطت جمجمتي على وسادة الليل وتلحفت ذاكرتي غطاءا من وجده، ذلك الليل الذي شهدنا وشهد ما بيننا ولم نشهده إلا بعد أن تقطعت حبال الوصل، وتبعثرت وعودك وسقطت، جائني غاضبا وجاء بك انتقام، على هيئة أصوات، مقطع من أغنية تسرب عبر بوابة الزمن، ضحكة هزت روح الحزن بداخلي وأبكتني، تمتمات وكلام مهموس. على هيئة لقطات بعدسة الماضي، لقطة من على البحر هناك أنا وأنت والجمع كأنهم فراغ، لقطة من على الكنبة نتبادل الضحكات، لقطة أخرى أجلس بالقرب منك وروحي تتراقص على أنغام ضربات قلبك.
إقرأ أيضا:العنوان:عشقتُ مهاجرًا بقلم بشرى إبراهيم الهويملغصن ورد أنت رويتك بدموع شوقي، عتابي، حنيني خوفي و ضعفي لتزهر وتتلون بعيدا عن السواد، وفي ذات يوم على حين غرَّة كسرت ذلك الغصن بعد أن اشتد و استقوى و غرست إحدى كسرتيه في صدري و الأخرى في بصيلات عقلي فأصحبت عاجزة عن النسيان فإن قسى قلبي وتناسى سيأبى عقلي وأتلاشى في مقبرة الألم الأبدي .
Comments
0 comments
