مقالات ونصوص متنوعة

خيال بنكهة براءة

أُحِب تلكَ الطفلة التي تسكُن بداخلي،
تلكَ التي تتأرجح على أوتار قلبي ،
أُحب نغمات ضِحكتها التي تُرقِص بريق عيني ؛
عبرتْ سنين كثيرة ،
كنتُ أُقنعُها دوماً للخروج من داخلي فهذا الوقت المُناسب لتخرج ؛
لكنها ترفض .. ترفض في كُل مرة !!
حاولتُ مِراراً عدة اصطحابها معي إلى عالم الكبار
كانت ترفض مراراً
بل وهربت مني إلى مدينة الملاهي هُناك في آخر كوكبنا
رجوتها ، طفلتي ، ارجوكِ ،اخرجي من داخلي اذهبِي الى الأراجيح وحدك !!
رفضت أيضاً
امسكت يديّٰ بقوة ، ومضت تصرُخ ضاحكة،
لتصل الى الأرجوحة الزرقاء الُمعلقة بالقمر
كانت ضِحكاتها تطلب مني أن تسبح بين الغيوم
تأمل أن تطير إلى سماء ذات غيوم وردية رقيقة
في كل يوم ، تعدّ نفسها وتنتظر الفيل الملون أمام باب المنزل ، ليصطحبها معه ويذهبان سويًا ليتزحلقا على قوس القزح الذي جعل من السماء لوحة فنية تُلفت الأنظار
والآن ..
كيف اقنع طفلتي أنّ الأراجيح لا تتعلق بالاقمار ؟
كيف أقنعها أن البحر بلا ألوان وأسحار ؟
كيف أُقنع صغيرتي أن الغيوم ليست وردية .
وأن الفيل اللطيف لن يأتي اليها ،
وأن قوس القزح لا ينتظرها لتتزحلق بين أحضانه.. رأيتُ لطفلتي جناح ذهبي ، وعلى أطرافهِ فراشات مُبهجة
سمعتُ لها صوت رقيق، وتأملت عينيها البريئة
آمنتُ بيدها التي كانت ريشة ،
ترسم اللوحات الزيتية
لمحتها يوماً تعبر من زاوية الى أُخرى عبر سجادة طائرة
لكن رُشد المجتمع أحرق جناحيها الملائكية
اسكت صوتها، أعمى عينيها البريئة !!
الرُشد اللعين الذي طلبه المجتمع البائس قد قطع لها يدها السحرية
ولكن .. رغم كل هذا العناء..
ما زلتُ احتفظ بها بين ضلوعي،،
اسمعها بين الحين والآخر تقصّ لروحي روايات رائعة خرافية،،
وعند كل مساء، أُداعبها، لاسمع ضحكاتها التي ما زالت حيّة
وأهمس في اُذنها.. لاطمَئِن على ما تبقّى منها
وأقول لها : يا طفلتي ونفسي وكلّ كلّي
مهما نبذك ورفضك مجتعمي،
ستبقين بأعماقي، بنفسي، بكُلي ، سراً .
أحبكِ جدًا
نفسكِ > نور .

إقرأ أيضا:الوحدة الموحشة ، بقلم : أماني مروان الآوا

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
في دهاليز الذاكرة بقلم : ميار القذافي
التالي
نبكي على المضاجع بقلم: نور محمد الصالح

اترك تعليقاً