خاطرة

في دهاليز الذاكرة بقلم : ميار القذافي

في دهاليز الذاكرة…
تصارعت كثيرًا، تأوهت بعلالي صوتي، لمعت عيناي-فرحًا ولألأت دمعًا- تحرك ثغري مرارًا؛ تارة يشق الخديين بابتسامة وتارة يحزن الجبين بخطوط عريضة. في جوفي نازعت بين الفرح والحزن؛ بين تلك اللحظات المُعبرة عن تضارب الشعور، تركتني أقاتل الحيز الفارغ والشعور البالي (كعجوز تركها ابناؤها لدار المسنين) ليتك لم تُرخي قبضتي التي جُرحت من التعلق بك، أو ليتك محوت نفسك وذكرياتك قبل رحيلك، أو ليتني على الأقل أستطيع تجاوز التذكر، تركتني أتصارع وأتأوه مع طيفك؛ بخلت حتى بحضورك كامل للصارع معك، تركت عيني دون النظر إليهما؛ لم تقوى النظر للنظرة التي تركتها بعدك، هجرت ثغري كما لو أنك لم تتمنى يومًا أن تحط بجنحيك عليه. في دهاليز الذاكرة مازلت موجود رغم عدم حضورك؛ فليسلم طيفك وفى بالوعود التي لم تفي بها. في دهاليز الذاكرة أتحسر وأتمنى بالليت ولا أعلم مانهايتها ولكن (ليت عند رحيلك رحلت ذكرياتك). في دهاليز الذاكرة الرثة قلبي يرثيك، في تلك الدهاليز تحديدًا أقمتُ صلاة جنازة على؛ قلبي، حبي، وفائي، عطائي، روحي، شعوري، وعلى شخصي المُفضل النازع لأفضليته. في دهاليز ذاكرتي التي تقتلني الآن بإستذكارك منذ البداية أنت كتبت هذا بدلًا عني؛ كتبت أنك لا تستحق ما أخذت، وما أكتبه أنا الآن أنك لا تستحق حتى هذا النص المشتاق.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
مُتصوفكِ الصغير بقلم نور نصر الدين الجمال
التالي
خيال بنكهة براءة

اترك تعليقاً